#يوم #المعلم. #بين #الذكرى #والعرفان
بقلم: / فاطمة البشري
في كل عام، تطل علينا ذكرى يوم المعلّم، فنستحضر وجوهًا غالية صنعت فينا الإنسان، وغرست بذور المعرفة في قلوبنا حتى أينعت وأثمرت. إنه يوم الوفاء والشجن، يوم نترحّم فيه على من رحلن وتركْن أثرًا خالدًا في نفوسنا، ونحيّي فيه من ما زلن يواصلن المسيرة بصبر وعطاء.
ما زلت أذكر طفولتي ودفء الفصل الدراسي.. سبورة قديمة، طبشورة بيضاء، ومعلمة تكتب لنا أحلامنا قبل حروفنا. كانت المعلمة بالنسبة لي أمًا ثانية، بصوتها الهادئ ونظرتها الحانية، تمدني بالشجاعة لأخطو أولى خطواتي في عالم العلم. بعضهن رحلن عن هذه الدنيا، لكن أصواتهن ونصائحهن لا تزال تتردد في داخلي: “كوني قوية، اصنعي مستقبلك”. كلماتهن كانت مصابيح تنير دربي حتى اللحظة.
أما المعلمات اللاتي ما زلن بيننا، فهن يواصلن بذل الجهد، يحملن الرسالة النبيلة رغم صعوبات الحياة وتحديات الزمن. بفضل الله ثم بفضلهن، وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من علم وفكر، وما زلنا نطمح إليه من مستقبل يليق بطموحاتنا.
يوم المعلّم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو لحظة امتنان ووفاء. شكرٌ لمن رحلن فتركْن بصمة لا تُمحى، وامتنانٌ لمن لازلن يضيئن قناديل المعرفة لأجيال تتوالى.
شكراً لمعلمتي الأولى التي غرست في داخلي حبّ العلم، وإلى روحها أكتب هذه الكلمات، ولمن ما زلن على قيد العطاء أهدي هذا اليوم.. يومكن المضيء في ذاكرة كل طالبة.