كيتا بوست Keta Post | كيتا بوست هو موقع إلكتروني إخباري شامل يقدم محتوى متنوعًا يغطي الأخبار، الخدمات، الرياضة، الثقافة، والتعليم. يهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور العربي، مع الالتزام بالمهنية والحيادية في نقل الأحداث.
مقالات مشابهة
#كيف #يترجم #الاتصال #المؤسسي #مستهدفات #رؤية
بقلم د. بجاد بن خلف البديري
منذ انطلاق رؤية 2030، برز الاتصال المؤسسي كأحد المحركات الرئيسة في مسار التحول الوطني، حيث أصبح أداة استراتيجية تُترجم الطموحات إلى إنجازات واقعية يفهمها الناس ويؤمنون بها. الاتصال المؤسسي هو الجسر الذي يصل بين رؤية القيادة وطموح المواطن، ومن خلاله تُبنى الصورة الذهنية، وتُرسخ القيم، وتُدار السمعة بأسلوب علمي يعكس التقدّم الفعلي في كل قطاع. فعندما تُعلن جهة حكومية أو شركة وطنية عن مشروع جديد، تتحول الرسالة الاتصالية إلى جزء من سردية وطنية كبرى تُظهر أن التنمية في المملكة مشروع حياة ممتد ومتجدد، ثم ما نلبث وقتاً قصيراً إلا أن نلمسه على أرض الواقع ولله الحمد.
أدوار الاتصال المؤسسي في تحقيق الرؤية متعددة، تبدأ من ترسيخ الهوية المؤسسية داخل الجهات الحكومية والشركات الوطنية، لتنعكس على سلوك الموظفين وطريقة تعاملهم مع الجمهور، وتصل إلى إدارة الاتصال الخارجي بما يعزز الثقة الدولية في الاقتصاد السعودي، ويجذب الاستثمارات والشراكات النوعية. كما يسهم الاتصال في دعم التحول الرقمي عبر بناء محتوى تفاعلي يتحدث بلغة الجمهور، ويربط التكنولوجيا بالإنسان، فالحملات الإعلامية التي تواكب مشاريع كبرى مثل نيوم والقدية والعلا والبحر الأحمر، تعبّر عن فكر استراتيجي متكامل يوازن بين الدقة والمصداقية والجاذبية البصرية.
نجاح رؤية 2030 يعتمد على الجمع بين الأرقام والقصص التي تعبّر عنها، فالاتصال المؤسسي لا يكتفي بتوثيق المنجزات، بل يرويها بطريقة تُلهِم الداخل وتُقنع الخارج، ليصبح صوتًا موحدًا يعبّر عن المملكة أمام العالم. إن الاتصال المؤسسي اليوم يمثل عنصرًا أساسيًا في صناعة القرار، وشريكًا مؤثرًا في تشكيل الخطاب الوطني، وركيزةً من ركائز القوة الناعمة للمملكة، وكلما ازدادت احترافية أدواته، اقتربت الرؤية من غايتها الكبرى: وطن طموح، اقتصاد مزدهر، ومجتمع واعٍ يسهم في صناعة مستقبله بثقة ووضوح.
