منوعات

ما هو سبب انتشار الاتجاه المناهض لفكرة “المرأة القوية المستقلة”؟#ما #هو #سبب #انتشار #الاتجاه #المناهض #لفكرة #المرأة #القوية #المستقلة

35views
Trip.com --------------------------------------------- ---------------------------------------------

#ما #هو #سبب #انتشار #الاتجاه #المناهض #لفكرة #المرأة #القوية #المستقلة

في بلد يُفاخر بترسانة قانونية تنتصر للمرأة، يتنامى في السنوات الأخيرة تيّار يرفض فكرة “Strong Independent Woman” (المرأة القوية المستقلة).   ورغم أن تونس تعتبر رائدة في مجال حقوق النساء في المنطقة العربية، وحتى عالمياً، حيث ناضلت أجيال عدّة من أجل حرية المرأة واستقلالها، ظهرت أصوات تُعبّر عن رفضها لمفهوم “المرأة المستقلة والقوية”، ما يطرح الأسئلة حول دوافعها.   مكانة مهمة يشير مفهوم “سترونغ اندبندنت وومن” إلى المرأة القوية المستقلة مادياً ومعنوياً، القادرة على السعي وراء تحقيق أحلامها وأهدافها في الحياة بالتعويل على نفسها، من دون الحاجة إلى مساعدة من الرجل، وفق نجاة العرعاري، أستاذة علم الاجتماع وعضو جمعية النساء الديموقراطيات.    تحتلّ النساء مكانة مهمة في النسيج المجتمعي التونسي، وهنّ، نظرياً، شريكات للرجال، ويملكن الحقوق والواجبات نفسها، لكنهن واقعياً في طريقهن نحو المساواة التامة، كما تؤكد ذلك المدافعات عن حقوق المرأة.   وبفضل ارتفاع نسبة التمدرس في صفوف الإناث واكتساح النساء لسوق الشغل مبكراً، صارت المرأة في تونس تتمتع باستقلالية مادية جعلت منها عنصراً مهماً يساهم في الإنفاق على العائلة، سواء أكانت ابنةً أم أماً أم زوجة.     صورة تعبيرية (ريم نقاش)   إنهاك جسدي ومعنوي لكن مقابل هذه الاستقلالية، تشتكي النساء من تخلّي الرجل عن جزء كبير من مسؤولياته تجاه أسرته مقابل تحميلها للمرأة، التي تجد نفسها مطالبة بالقيام بأدوارها التقليدية (شؤون البيت، تربية الأطفال…) مع العمل والمساهمة أو التكفل في كثير من الحالات بالإنفاق الكليّ على بيتها.   وتقول العرعاري إنّ هذا التخلي “قد يصبح تاماً في حالات عدّة، خصوصاً في صورة حدوث الطلاق، إذ تتحمّل المرأة وحدها مسؤولية تربية الأبناء وحتى الإنفاق عليهم وحدها”.    خديجة أم لثلاثة أطفال، وتعمل موظفة في مؤسسة حكومية، تؤكد لـ”النهار” أنها تشعر بإنهاك كليّ بسبب كمّ المسؤوليات الكبير المنوط بعهدتها، وتقول: “عليّ أن أنهض باكراً لأذهب إلى عملي، ثم أعود مساءً لأتوجه مباشرة إلى المطبخ من أجل إعداد العشاء وغداء اليوم الموالي، تزامناً مع تنظيف البيت وترتيبه، ثم أجلس بعدها لأساعد أبنائي في مراجعة دروسهم، بينما يتوجه زوجي للجلوس مع رفاقه بمقهى الحي”.   تشتكي خديجة كنساء كثيرات من لامبالاة الزوج الذي لا يشاركها مسؤولية الاعتناء بأطفالهما، مؤكدة أنها لم تعد تجد وقتاً للاعتناء بنفسها.   وتكشف أنها تنفق كامل مرتّبها على حاجيات أسرتها، قائلة: “أنا مجبرة على فعل ذلك، فراتب زوجي غير كاف، خصوصاً أن جزءاً منه يذهب لنفقاته الشخصية مثل شراء السجائر وشرب القهوة”.   استبطان العقلية الذكورية على مواقع التواصل الاجتماعي تنتشر مقاطع فيديو لتونسيات يعبرن بطريقة فكاهية عن رفضهن لفكرة “المرأة القوية المستقلة”، ويتحدثن عن رغبتهن في العودة إلى جلباب المرأة التقليدية “بسبب ما يتحمّلنه من مسؤوليات”. ورغم أن هذه المقاطع تبدو هزلية في الظاهر، فإنها تشي برسائل عدة، وفق العرعاري التي تقول إنها تعكس من جهة المعاناة المخفية لنساء ضحايا العقلية الذكورية للمجتمع، لكنها من جهة أخرى تكشف مدى تنامي الفكر المحافظ الذي يستبطن فكرة العودة بالمرأة إلى مربّع الضعف والخضوع.   توضح المتحدثة مؤكدة أن هذا الشق من النساء يعاني رفض الشريك تقاسم المسؤوليات والوعي بأهمية ذلك. وتعتبر أن” تربية الأطفال والقيام بشؤون البيت يُصنف كعمل له قيمة مضافة، لكن شقاً واسعاً من المجتمع يرفض الاعتراف بذلك”.   وتزيد بأن المرأة باتت تقوم بعملين في الآن نفسه، وهو ما يرهقها، “ومن هنا يعتقد البعض من النساء أن فكرة المرأة المستقلة والقوية هي السبب وراء ذلك”، لكنها تُحذر من أن توسع الخطاب المعادي لفكرة المرأة القوية والمستقلة يستبطن عقلية ذكورية ترغب في العودة بها إلى صورتها النمطية والتقليدية.  وتلفت إلى أن هذا التيار تنامى على المستوى العالمي، خصوصاً مع بروز الخطاب اليميني المتطرف في العديد من الدول.     صورة تعبيرية (ريم نقاش)   فجوة بين الجنسين تعاني المرأة في تونس عدم اعتراف المجتمع بما تقوم به من أعمال منزلية. ووفق دراسات رسمية، تقضي النساء ما بين 8 و12 ساعة يومياً في أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، مقابل 45 دقيقة للرجال. وقدّرت وزارة المرأة قيمة هذه الأعمال بـ23 مليار دينار تونسي.   وتقول الناشطة النسوية ابتسام الرياحي إن عدم المساواة في أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر بين الجنسين يُعمّق الفجوة بين الجنسين.    وتؤكد أن التيار “المناهض للمرأة القوية المستقلة” يُعيد طرح النقاش حول فكرة المساواة بين المرأة والرجل وإلى أي مدى يجب أن تكون تامةً، بما في ذلك المساواة في الجهد.   

Trip.com

Leave a Response