منوعات

هل هي أزمة ثقة أم استراتيجية سياسية؟#هل #هي #أزمة #ثقة #أم #استراتيجية #سياسية

34views
Trip.com --------------------------------------------- ---------------------------------------------

#هل #هي #أزمة #ثقة #أم #استراتيجية #سياسية

بعد أقل من يومين على قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) المصادقة على احتلال مدينة غزة، أو كما يصفونه بـ”فرض السيطرة الكاملة”، وتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، خلال اجتماع امتد لنحو عشر ساعات، اعتبر رئيس حزب “الصهيونية الدينية” ووزير المالية والوزير المشارك في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز رموز الحكومة المتشددة، أن القرار يعكس “عدم السعي لحل عسكري شامل في غزة”.   ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحاً مفاجئاً لسموتريتش قال فيه إنه “فقد الثقة بقدرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورغبته في قيادة الجيش نحو الحسم والانتصار” في الحرب على غزة، وتوسيعها لاحتلال القطاع بالكامل، ودعمه لتهجير الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه يدفع باتجاه الاستيطان في غزة.ويرى خبراء ومحللون إسرائيليون أن سموتريتش “حاول هذه المرة أيضاً تهديد نتنياهو، لكنه لم يحدد إنذاراً نهائياً واضحاً ولم يعلن استقالته من الحكومة”، مشيرين إلى أن بيانه كان “مدبّراً ومدروساً حتى النهاية”.   المحللة السياسية في صحيفة “معاريف” آنا براسكي، وصفت البيان بأنه صيغ بطريقة تثير الاستياء عن قصد، موضحة أن سموتريتش لم يصدر تصريحاً عفوياً، بل اختار توقيتاً محدداً لوصوله إلى الجمهور. لكنها طرحت تساؤلات حيال جدّية حديثه عن “فقدان الثقة”، وما إذا كان الأمر مجرد خدعة جديدة للضغط على نتنياهو وكسب تعاطف قاعدته الشعبية المُحبطة.   وتابعت أن “هذه المرة، كما في التهديدات السابقة، لم يحدد سموتريتش إنذاراً نهائياً أو يلوّح بالاستقالة”، ورأت أن مطلبه إعادة انعقاد المجلس وإلغاء القرار “بديهي” لكنه يفتقر إلى موقف سياسي حقيقي. وأضافت أن الخطة التي أُقرت بشأن غزة هدفت أساساً للضغط على “حماس” من أجل صفقة تبادل أسرى، بينما يجادل سموتريتش بأنها وسيلة لإطالة أمد الحرب وإتاحة الفرصة للحركة للتعافي بين الجولات، معتبراً ذلك خطأً عسكرياً و”حماقة أخلاقية”.   الخطة التي أُقرت بشأن غزة هدفت أساساً للضغط على   أزمة فقدان الثقة ووفقاً لـ”معاريف”، فإن خلف الجدل العسكري جرحاً شخصياً، فقد بُني جسر ثقة ضيق للغاية بين نتنياهو وسموتريتش على مدار العام ونصف العام الماضيين، بعد فترة من الفتور والشك وشبه العزلة، حتى أن نتنياهو أصبح مرشداً لسموتريتش في قضايا الأمن القومي. أما الأخير، فقد بنى صورة أمام أتباعه بأنه “متشدد لكنه مسؤول”. لكن ليلة الخميس – الجمعة انهار هذا الجسر فجأة، وكان الشعور بخيبة الأمل أوضح بين السطور منه في الاعتبارات الاستراتيجية.   وترى الصحيفة أن الأزمة أوسع من سموتريتش، فاليهود المتشددون “الحريديم” مترددون بالفعل، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يتبنى الموقف نفسه، لكنه يفضّل تجنب التهديدات العلنية. وهكذا، يعارض شريكان رئيسيان في الائتلاف علناً أهم خطوة سياسية – أمنية اتخذتها الحكومة، ما يعمّق المعضلة السياسية التي تؤثر مباشرة في الملف الأمني، ويجعل استمرار الائتلاف على المدى الطويل صعباً.   حالياً، يجد نتنياهو نفسه بين المطرقة والسندان، فإذا امتثل لمطلب سموتريتش سيظهر – كما تقول المقالات النقدية – كأنه انصاع لبن غفير وسموتريتش على حساب المصالح الأمنية، وإن تجاهله، يخاطر بانشقاق شريك آخر في الائتلاف، وذلك قبل بدء العملية المعقّدة في غزة، التي لم تنطلق فعلياً بعد، لكنها مليئة بالألغام السياسية، فيما تتصاعد داخلياً موجة معارضة متنامية.   وختمت “معاريف” بالقول: “ربما فقد سموتريتش ثقته بنتنياهو، لكن الجمهور فقد منذ زمن ثقته بتهديداته التي لا تتحقق. يمكنه الاستمرار في الحديث عن الحسم والنصر والضم، لكن من دون خطوات سياسية حقيقية سيبقى وزيراً ساخطاً على طاولة الحكومة، لا قائداً يغيّر المسار. ويدرك سموتريتش، بصفته سياسياً متمرّساً، هذا الواقع، لكنه صعب عليه كما هو صعب على نتنياهو، فيما يظل الثمن واضحاً أمامه، من دون أن يتضح أي ثمن سيكون مستعداً لدفعه”.   بدورها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إلى أن سموتريتش بات يطالب نتنياهو بإعادة عقد اجتماع الحكومة، وإلا فسيعيد النظر في خطواته، مع أن خياره الأبرز قد يكون حلّ الحكومة والسعي لتقديم موعد الانتخابات. وجاء في بيانه: “إرسال عشرات الآلاف من المقاتلين للمناورة في مدينة غزة، والمخاطرة بحياتهم، ودفع أثمان سياسية ودولية باهظة، لمجرد الضغط على حماس لإطلاق الرهائن، ثم التراجع، هو حماقة غير أخلاقية وغير منطقية”.من جهته، علّق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، خلال مقابلة مع إذاعة 103FM، على تصريح سموتريتش قائلاً: “إنه محق في أنه فقد ثقته بنتنياهو، وأتساءل لماذا تأخر كل هذا الوقت؟ يجب أن يُسأل سموتريتش عما ينوي فعله، فهو يعلن منذ عامين ونصف عام أنه سيستقيل قريباً! لذلك، على الناس أن يهدأوا، فلن نحتل مدينة غزة غداً، لكن لنبدأ عملية الإخلاء، فهذا الإجراء يثير ضجة عالمية وكأن مكانتنا الدولية لم تنهَر بما فيه الكفاية”.   كما حذّر من أن الخطوة في غزة ستضعف مكانة إسرائيل في العالم، وتضر بالأسرى الإسرائيليين، وتدمّر الاقتصاد. وتساءل: “ما خطط إسرائيل في غزة؟ لا أفصح عادةً عن طبيعة محادثاتي مع رئيس الوزراء، لكنني هذا الأسبوع قلت له: ليس لديك دولة تدعمك في هذه الخطوة، ولن نخوض حرباً في غياب إجماع إسرائيلي”.  

Trip.com

Leave a Response