منوعات

قراءة الثلاثينات في الإمارات: يوسف أبو لوز#قراءة #الثلاثينات #في #الإمارات #يوسف #أبو #لوز

37views
Trip.com WW

#قراءة #الثلاثينات #في #الإمارات #يوسف #أبو #لوز

.. الآن ومكتبات الشارقة تحتفل من وقت إلى آخر بمئويتها الأولى قد يذهب باحث أكاديمي أو صحفي ميداني استقصائي إلى تاريخ القراءة في الإمارات وبشكل خاص في النصف الأول من القرن العشرين (العشرينات، والثلاثينات، والأربعينات، والخمسينات) عقود القراءة التقليدية حيث كان يقبل الناس آنذاك على قراءة كتب التراث والفقه واللغة والتاريخ والأدب الكلاسيكي، أدب الواقعية والرومانسية الذي ملأ شعر وقصص وروايات تلك المرحلة التأسيسية، مرحلة آباء وأجداد المنطقة، قرّاء الورق والمخطوطات والوثائق والبعض منهم أو حتى الكثير منهم رجال تجارة ورجال بحر، كانوا يسافرون على متن السفن إلى بلدان الجوار، العربية والآسيوية وفيما كانوا يعودون بالقماش والعطور والتوابل، كانوا أيضاً يحملون معهم الكتب والبعض كان يقرأ بلغات غير عربية من ذلك الزمن الرجولي العصامي، لأنهم كانوا يصنعون اقتصاداً محلياً ناجحاً في حدود إمكانياتهم المالية وفي الوقت نفسه، كانوا يصنعون ثقافة… تاريخ مكتبات الشارقة في النصف الأول من القرن العشرين أخذني للتساؤل عن قرّاء ذلك الزمن وبعضهم بحّارة وغوّاصّون ونواخذة ورجال لهم مكانتهم الاجتماعية والاعتبارية في المجتمع الإماراتي المحلي ومن يقرأ رواية «في فمي لؤلؤة» للشاعرة والرسّامة ميسون صقر القاسمي يقع على الكثير من تفاصيل تلك البيئة الاقتصادية والثقافية المبكّرة… قارئ تلك العقود الإماراتي يقع اليوم، في منطقة مجهولة من حيث البحث والاستقصاء الميداني وبخاصة في أرشيف مكتبات الشارقة العريقة وفي هذا السياق يفترض المرء أن هناك أرشيفاً لهذه المكتبات ربما عثرنا فيه على أولئك القرّاء القدامى… بالطبع، إن الخلفية الثقافية لأولئك القرّاء التأسيسيين إنما تعود إلى طبيعة تعليمهم بالدرجة الأولى، فأولئك النفر من الناس البسطاء، تعلموا القراءة والكتابة في الكتاتيب وهم يجلسون على الأرض وعلى الحصير، يقرأون على ضوء الفنر وقد استعملوا الألواح الخشبية وهم يكتبون حروف الهجاء بالحبر الذي استخلصوه من نوع محدّد من الأسماك، أو من الفحم والمحظوظ منهم كان يكتب بالحبر الصّيني أو الهندي… قصة القراءة في تلك العقود القديمة وبهذه التفاصيل، شبه الروائية أو شبه الشعرية لم تكتب بعد، غير أن احتفالية مئوية مكتبات الشارقة تعيدنا إلى ذلك الزمن وإلى ذلك التاريخ، لا بوصفه ذاكرة جميلة رائعة فقط، بل وبوصفه أيضاً زمناً ثقافياً تأسيسياً بُنِيَ عليه مشروع الشارقة الثقافي… أجل، إن جانباً مهمّاً من المرجعيات الأولى في تأسيس مشروع الشارقة الثقافي الذي هو اليوم إماراتي الروح وعربي الهوية وعالمي الأفق يعود إلى تاريخ وقصة وذاكرة المكتبات في الشارقة وهو في الوقت نفسه تاريخ القراءة في الإمارات… قرَّاء ذلك الوقت تركوا لنا الكثير من الكتب واللفائف المخطوطة التي تذكرنا بما كانوا عليه من شغف بالكتب وفي الوقت نفسه تركوا ميراثاً بشرياً قارئاً يتمثل في أبنائهم وأبناء أبنائهم، هم أحفاد القراءة، قرَّاء اليوم في القرن الحادي والعشرين. هذا الامتداد المعرفي والثقافي في التاريخ والمكان والذاكرة.[email protected]

Trip.com WW

Trip.com WW

Leave a Response