منوعات

نجم الحلبة الذي يجذب القلوب.#نجم #الحلبة #الذي #يجذب #القلوب

32views
Trip.com WW

#نجم #الحلبة #الذي #يجذب #القلوب

يأتي فيلم F1 في لحظة مفصلية من مسيرة براد بيت، حيث تتقاطع ملامح شخصيته السينمائية مع طبيعة الدور الذي يجسده: رجل يعود إلى الحلبة بعد أن ظن الجميع ان زمنه قد ولى.  لا يروى الفيلم قصة رياضية تقليدية عن سباق سيارات فقط، بل يحفر بشكل أعمق في معاني العودة والمواجهة والتشبث بالهوية في وجه الزمن المتسارع وبراد بيت بنضجه الفنى ووعيه بتجربته الطويلة، لا يؤدى الدور فحسب، بل يعيد من خلاله تأكيد مكانته كممثل يعرف كيف يحوّل كل مشهد إلى تأمل فيما تبقى من الحلم، وفيما يمكن للإنسان أن يقاتل لأجله، حتى بعد أن يخفت التصفيق. «F1» ليس فقط فيلم سباق، بل هو سباق شخصي والرهان فيه ليس على الفوز بل على البقاء. لمع نجم براد بيت عندما جسد أدوار الشاب المتمرد الوسيم، المتحرّر من القيود كما في & Thelma Louise و Fight Club، حيث كانت الكاميرا تفتتن بجسده بقدر ما تفتن بروحه المتمردة. كان وجهه يعكس طموحا جامحًا وجاذبية تفرض نفسها على كل مشهد وكانت شخصياته غالبا ما تسير على الحد الفاصل بين الفوضى والحرية فى تلك المرحلة، لعب بيت دور الشاب الذي يواجه العالم بانفعال وغضب واندفاع، رافضا كل ما هو مألوف أو متوقع. أما في «۱»، فنحن أمام براد بيت آخر.. مسن، لا يتصارع مع الخارج بقدر ما يتصارع مع داخله، لا يثور على العالم، بل يحاول اللحاق به هنا نراه في دور سائق متقاعد يعود إلى المضمار بعد سنوات لا بدافع النصر، بل بدافع إثبات أنه لا يزال موجودًا، أن ما تبقى منه ليس مجرد ذكرى الأداء لم يعد يرتكز على الكاريزما الجسدية، بل على الثقل النفسي على التصدع الداخلي على نظرات رجل خبر الخسارة وذاق العزلة، ويصارع الوقت لا الخصوم. تدور قصة فيلم F1 حول سائق سابق في سباقات فورمولا 1 يُدعى سونی هایز» يؤديه براد بيت كان نجما لامعًا في الماضي، لكنه اعتزل بعد سنوات من الإخفاقات والماسى الشخصية. وبعد ابتعاده عن الحلبة لسنوات يُطلب منه العودة مجددًا، لا كسائق يسعى إلى المجد، بل كمرشد لفريق ناشئ وسائق شاب موهوب يحاول إثبات نفسه في عالم لا يرحم الضعفاء. مع تطور الأحداث لا تكون العودة مجرد وظيفة مؤقتة، بل تتحوّل إلى رحلة مواجهة مع الذات مع الماضي الذى لم يُنس، والأخطاء التي لم تغتفر. يجد سوني نفسه ممزقا بين رغبته في تمرير الشعلة للأجيال الجديدة، وبين إغواء العودة إلى السباق متحديا عمره، وتاريخه، ومكانته التي فقدها. الفيلم لا يركز فقط على الحلبة والسباقات، بل يغوص في كواليس الرياضة الصراعات بين الفرق الضغوط النفسية، الأثمان الشخصية للنجاح، والقرارات الصعبة التي يتخذها من عاش المجد وخسره. وفي قلب كل ذلك يقف براد بيت بشخصية رجل يحاول للمرة الأخيرة، أن يكون جزءًا من الحلم.. وليس مشاهدا من بعيد. براد بيت الشاب كان يواجه العالم كمن يريد هدمه. أما براد بيت فى F1، فيقف وسط العالم كمن يريد فقط أن يثبت أنه لم يُمح بعد، وأن الشغف لا يموت بتجاعيد الوجه بل بخيانة الروح، وهو ما لا يزال يرفضه. يمثل فيلم F محطة مفصلية في مسيرة براد بيت ليس فقط كعودة درامية إلى أدوار تتطلب جهدا بدنيا ونفسيا بالغا بل كرهان شخصي على تقديم أداء يتجاوز النمط المعتاد، ويؤكد قدرته على التماهي مع شخصیات معقدة، تعيش على حافة الانهيار والاندفاع. فبينما يقترب من الستين، يختار بیت دور سائق مسن سابق يطارد مجدًا مضى في موازاة رمزية واضحة المسيرته هو نفسه كممثل يبحث عن أدوار تعيد صلته بالجمهور بعيدا عن البريق السطحي، وتمنحه مساحة للتعبير عن هشاشة الرجولة في زمن السرعة. أهمية فيلم «۱» لبراد بيت تتجاوز كونه مشروعًا جديدا يضيفه إلى مسيرته.. إنه إعلان صامت عن نضج فني يختبر فيه ذاته في مواجهة الزمن لا في تحدى الشباب الفيلم يمنحه فرصة نادرة ليعيد صياغة صورته كممثل لا يزال قادرا على حمل أدوار مركبة تنبع قوتها من الداخل لا من الاندفاع الجسدي أو وسامة الوجه في (F، لا يسابق بيت الزمن داخل المضمار فقط، بل يسابق صورته القديمة في أذهان الجمهور، متخذا من الحلبة مسرحًا لصراع رمزی بین ما كان وما تبقى بين المجد والندم، بين الماضي الذي يلاحقه والحاضر الذي يحاول الإمساك به. الفيلم ليس مجرد دور بل لحظة استثنائية تتيح له أن يعلن من دون ضجيج – أن التقدم في العمر لا يعنى تراجع الشغف، بل تعميقه. يضم فيلم F1 طاقما متنوعا يجمع بين النجومية المخضرمة والطاقة الصاعدة في توليفة تعكس طبيعة القصة التي تدور حول التقاء جيلين في قلب مضمار لا يرحم. يتقدم براد بيت الصفوف في دور سائق سابق يعود إلى الساحة محملا بالذكريات والتجارب، ويؤدى الشخصية بثقل ناضج يطغى على المشاهد من دون أن يخنقها. إلى جانبه، يبرز دامسون إدريس في دور السائق الشاب ممثلا جيلا جديدا من الأداء، يحمل فى نظراته مزيجًا من الطموح والشك ومن القلق والثقة المفرطة، مما يخلق توترا طبيعيا بينه وبين بيت ليس فقط داخل الحلبة، بل في كل حوار وجها لوجه کاری گوندون تضفى على الفيلم توازنا عقلانيا بشخصية مديرة الفريق التي تحاول أن تبقى الآلة البشرية منضبطة، وسط فوضى العواطف والسرعة فيما يأتي خافيير بارديم بتقله المعروف ليجسد شخصية مالك الفريق الرجل الذي يتحرك على حافة الربح والخسارة بإيماءات أكثر من الكلمات. لا أحد في هذا الفيلم يظهر من أجل التزيين، فكل شخصية تشكل ترشا فى ماكينة درامية دقيقة، تحركها لحظات الصمت بقدر ما تحركها مشاهد السباق. هذا الانسجام بين الممثلين لا يشبه الفرق التقليدية في الأفلام الرياضية، بل يشبه فرقة عمل حقيقية تواجه ضغوطا من الداخل والخارج، تقاتل من أجل البقاء، ومن أجل كتابة سطر إضافي في سجل المجد. يأتي أداء الممثلين متناغما مع طبيعة الفيلم الواقعية والمتوترة، حيث لا مجال للمبالغة أو الاستعراض. براد بيت يتصدر المشهد بأداء داخلى هادئ، لكنه مشحون بالتوتر والانكسار يحاول إخفاء هشاشته خلف قناع الخبرة والصرامة بيت لا يلعب دورا بطوليا بالمعنى التقليدي، بل يمنح الشخصية عمقا إنسانيا يجعل من كل نظرة أو صمت أو تردد جزءا من الحكاية هذا الصدق في الأداء يُعيد إلى الأذهان أدواره في أفلام أو The Curious Case of Benjamin Button مثل Ad Astra، حيث كان الزمن ذاته أحد الخصوم. إلى جانبه يبرز أداء السائق الشاب الذي يشاركه البطولة يؤديه ممثل صاعد من المتوقع أن يلفت الأنظار)، بشخصية تمزج بين الغضب والطموحوالحاجة إلى إثبات الذات، مما يخلق توترا ديناميكيا بينه وبين بيت أشبه بصراع أجيال داخل الحلبة وخارجها، كذلك تقدم الشخصيات الثانوية، من أعضاء الفريق والمديرين الفنيين أداء واقعيا متقشفا، يعكس ضغوط عالم فورمولا 1 من الداخل، دون تجميل أو تضخيم. أما الإخراج فهو أحد أقوى عناصر الفيلم المخرج جوزيف كوسينسكي المعروف بدقته البصرية Top Gun: Maverick وإيقاعه المحسوب، كما في يقدم تجربة بصرية صاعقة، لا تعتمد على المؤثرات الاصطناعية، بل على لقطات حية داخل مضامير حقيقية، باستخدام كاميرات مصممة خصيصًا لالتقاط الحركة من قلب السيارات إخراجه لا يكتفى بإبهار العين، بل يبنى توترا دراميًا بين الحلبة وكواليسها، بين السرعة المذهلة والتوقفات القسرية، بين اندفاع العجلات وثقل الضمير الفيلم في مجمله يتعامل مع الأداء والإخراج كجناحين متكاملين لا يفضل أحدهما عن الآخر. فكل مشهد سباق ليس مجرد إثارة، بل مرآة داخلية للشخصيات وكل قرار إخراجي يخدم الحكاية، لا يستعرضها. الفيلم يمثل أيضا تحديًا إنتاجيًا ضخمًا، إذ تجاوزت میزانیته ۲۰۰ مليون دولار مما يجعله من أضخم أفلام سباق السيارات التي تدور حول رياضة حقيقية، وهو ما يعكس رهان شركات الإنتاج الكبرى على تحويل فورمولا 1 إلى مادة سينمائية عالمية، تتجاوز حدود الحلبات وجمهور الرياضة. رغم القوة البصرية التي يتمتع بها فيلم F1، إلا أن أحد أبرز المآخذ عليه هو الإفراط الواضح في عرض الإعلانات التجارية داخل المشاهد، حتى بدت بعض اللقطات أقرب إلى حملة دعائية منها إلى سرد سينمائي الشعارات واللوجوهات تملأ السيارات والجدران، وحتى لقطات الحلبة، إلى درجة تضعف أحيانا الإيهام الدرامي، وتذكر المشاهد بأنه يشاهد منتجا تجاريًا، بقدر ما هو فيلم روائي. صحيح أن فورمولا 1 في واقعها الرياضي مليئة برعاة الإعلانات لكن الفيلم لم يحاول إيجاد توازن بصرى أو توظيف ذكى لهذه العناصر بل بدا وكأنه يستسلم لها بالكامل مما أثار تساؤلات حول حدود الفن حين يصبح رهينة للعلامات التجارية.

Trip.com WW

Trip.com WW

Leave a Response