#عاما #من #المجد #والعطاء
بقلم ـ محمد بن عبدالله العتيَق
في غمرة احتفالنا باليوم الوطني الخامس والتسعين، تستحضر ذاكرتنا سيرة الأيام الخالدة لتوحيد المملكة العربية السعودية. نستذكر فيها قصة ملحمية سطرها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، ومن معه من الرجال الأوفياء، الذين خاضوا المعارك الصعبة وضحوا بالغالي والنفيس لجمع شتات هذه البلاد تحت راية واحدة وحكم رجل واحد. كانت رحلة مليئة بالصعاب، شملت مسافات شاسعة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، حتى استطاع الملك عبدالعزيز أن يوحّد هذا الكيان العظيم ويعلن قيام المملكة العربية السعودية.
لقد تغيرت الحياة جذرياً بعد التوحيد، وتحولت الصحراء إلى واحة أمن وأمان ورخاء. فبعد سنوات من الخوف والنزاعات القبلية التي كانت تعصف بالمنطقة، أصبح المواطن السعودي ينعم بالاستقرار، وأصبحت المملكة داراً يسودها السلام والازدهار. لم يكن الأمر مجرد توحيد جغرافي، بل كان بناءً لدولة حديثة قائمة على أسس متينة من العدل والمساواة، حيث وُضعت اللبنات الأولى لمؤسسات الدولة، وبدأ العمل الجاد لخدمة الإنسان السعودي.
نمت البلاد وتطورت عاماً بعد عام، وكل سنة كانت تزيد في الرخاء والتقدم عما قبلها. هذا التطور لم يتوقف، بل تسارع في عصرنا الحاضر المشرق، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله. لقد شهدت المملكة في ظل قيادتهما الحكيمة قفزات نوعية غير مسبوقة في مختلف المجالات، وذلك بفضل رؤية السعودية 2030 الطموحة التي أطلقت العنان لطاقات الوطن وشعبه.
بفضل هذه القيادة الحكيمة، تمكنت المملكة من تبوء مكانة عالية بين الأمم. لم يعد الازدهار مجرد حلم، بل أصبح واقعاً ملموساً. شهدت البلاد نهضةً شاملةً في كافة القطاعات، الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية. لقد أتاحت الدولة لكل فرد فرصة النمو والإسهام في بناء هذا الوطن. أصبح الشاب السعودي اليوم ليس مجرد متلقٍ للدعم، بل شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية، وله بصمة واضحة في كل مجال، من التكنولوجيا الحديثة إلى الفنون والثقافة، ومن ريادة الأعمال إلى العلوم المتقدمة.
إن التغيرات التي شهدتها المملكة لم تقتصر على الجانب المادي، بل امتدت لتشمل بناء الإنسان السعودي الواثق بمستقبله، المدرك لدوره في تحقيق رؤية وطنه الطموحة. فكل يوم جديد هو خطوة نحو مزيد من التقدم والازدهار، وكل إنجاز هو ثمرة لتلاحم القيادة والشعب.
إن اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى، بل هو تجسيد لقصة نجاح وطن، قصة شعب آمن بقيادته وعمل معها يداً بيد لتحقيق المعجزات. إنه مناسبة لنتذكر ماضينا العظيم، ونحتفل بحاضرنا المزدهر، ونستشرف مستقبلنا الواعد، تحت راية التوحيد الخالدة.