منوعات

مفهوم القدوة يواجه خطر الإعجاب المفرط#مفهوم #القدوة #يواجه #خطر #الإعجاب #المفرط

38views
Trip.com WW

#مفهوم #القدوة #يواجه #خطر #الإعجاب #المفرط

الدكتور ماريو عبود* تغيّر مفهوم “الشهرة” في جوهره. ففي الماضي، كان الوصول إلى المشاهير محدوداً، يتطلّب متابعة أعمالهم الفنية أو مشاهدتهم على الشاشات. اليوم، باتوا في متناول الجميع بفضل التواصل الاجتماعي، وأصبح بإمكان أي شخص يمتلك منصة رقمية أن يكون مؤثراً أو “مشهوراً”، حتى وإن لم يكن فناناً أو ممثلاً. تأثير هؤلاء المشاهير في الجمهور يختلف تبعاً لعوامل متعددة، أبرزها طبيعة الشخصية التي يتأثر بها المتلقّي، وخلفيته الاجتماعية والثقافية، ومنسوب وعيه واستعداده للتفاعل مع هذه النماذج. فبالنسبة إلى البعض، قد يشكّل هذا التأثر حافزاً إيجابياً، في حين يكون له أثر سلبي على آخرين. ويتعلّق الأمر هنا بقدرة الفرد على التمييز بين ما يجب الاقتداء به، وما ينبغي تجاهله. عند البالغين، يمكن ممارسة نوع من “الترشيح” (filtrage) لتحديد مدى إيجابية هذا التأثير أو سلبيته. عند المراهقين، الأمور تصبح أكثر تعقيداً، إذ يسعى المراهق إلى اكتشاف ذاته، فيقلرن نفسه بالآخرين، خصوصاً بأقرانه ومن يعتبرهم أكثر “جاذبية” أو “نجاحاً”. وتكمن الخطورة هنا في التماهي من دون وعي، خصوصاً في غياب الأهل. فدورهم لا يتمثّل بالمنع أو الفرض، بل بالتحاور الواعي، وخلق مساحة آمنة للنقاش، حيث يُمكن المراهق أن يُعبّر عن إعجابه بشخصية مشهورة، وفي الوقت ذاته يُدرك أن من حقه أن ينتقي منها ما يتوافق مع قِيَمه، ويترك ما لا يشبهه.   تايلور سويفت والمعجبين. (وكالات)   المراهقون، بطبيعتهم، هم الفئة الأكثر قابلية للتأثر، لأنهم في مرحلة “تكوين الهوية”، ينظرون حولهم بحثاً عمّن يُشبههم أو مَن يرغبون في أن يُشبهوه، فيقلّدون أسلوب حديثه ومظهره وحتى قراراته. وتحدث هذه العملية غالباً من خلال المقارنة بالمحيط القريب أو بمن ينجذبون إليهم لأي سبب كان، لا سيما المشاهير الذين يقدّمون نماذج جذّابة، لكن غير واقعية. فالنجوم يُظهرون للجمهور صورة مصقولة ومدروسة بعناية، تُخفي خلفها الكثير من التعقيد والاختلاف عن الواقع. حتى في المقابلات الإعلامية، يكونون مستعدين مسبقاً لما سيُقال، ويحرصون على الحفاظ على صورة مثالية. وهذه الصورة، رغم جمالها، قد تُحدث ضرراً نفسياً لدى المراهق، الذي يقارن نفسه بها ويشعر بالعجز أو النقص. هذا لا يعني أنه لا يمكن للمراهق – أو لأي فرد – أن يستلهم صفات إيجابية من شخصيات عامة، سواء كانوا مشاهير أو لا. طبيعي أن يُعجب الإنسان بصدق أحدهم، أو إنسانيته، أو حسّه الإبداعي، ويسعى إلى التمثّل بهذه الصفات. لكن المشكلة تنشأ حين يتحوّل النموذج إلى مثال مطلق. فهنا، يصبح ضرورياً تعزيز التفكير النقدي لدى الشباب، وتشجيعهم على بناء علاقة صحية مع مفهوم “القدوة”، قائمة على الإدراك والاختيار الواعي، لا على الانبهار والانصهار الكامل. *المعالج النفسي والمستشار لدى الهيئة الطبية الدولية ومنظمة “أطباء بلا حدود”    

Trip.com WW

Trip.com WW

Leave a Response