كيتا بوست Keta Post | كيتا بوست هو موقع إلكتروني إخباري شامل يقدم محتوى متنوعًا يغطي الأخبار، الخدمات، الرياضة، الثقافة، والتعليم. يهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور العربي، مع الالتزام بالمهنية والحيادية في نقل الأحداث.
مقالات مشابهة
#مرآة #ذاتي #سيرة #تلمع #بأصالة #الذات #وعبق #التاريخ
د. طلال الحربي
عندما تضع يدك على غلاف كتاب “مرآة ذاتي” للدكتور صالح التويجري، فأنت لا تفتح كتابًا عاديًا، بل تدخل بوابة زمنية إلى عالم ساحر، حيث تتدفق الذكريات كالنهر العذب، حاملة عبق الماضي وروح الحاضر في آن واحد.
ما الذي يجعل هذه السيرة مختلفة؟ إنها ليست مجرد شهادة شخصية، بل هي لوحة فنية مرسومة بريشة فنان قدير، تجمع بين دفء الذاكرة وصرامة التوثيق. التويجري لا يكتب عن نفسه فقط، بل يكتب عن جيل كامل، عن وطن ينهض، وعن قيم تتشكل في بوتقة التغيير.
ببراعة السارد المتمكن، ينقلنا التويجري إلى مسقط رأسه في المجمعة، فيجعلنا نعيش معه طفولة مميزة في زمن مختلف:
· نرى العيون تتسع لرؤية التلفاز لأول مرة.
· نشم رائحة القهوة العربية في ديوانية العائلة.
· نسمع همسات الأطفال وهم يعودون إلى مدارسهم سيرًا على الأقدام.
الرحلة إلى أمريكا… حيث يصطدم عالم بعالم ..
ببراعة درامية محكمة، ينقلنا الكاتب من دفء المجمعة إلى صخب أمريكا، فيقدم لنا:
· صراع الهوية في الغربة .
· تحديات الموازنة بين الأصالة والانفتاح.
· معاناة الشوق إلى الوطن والأهل.
ما يميز أسلوب التويجري هو:
· الشفافية: يكتب بصدق لا يتعارض مع الذوق.
· التوازن: يجمع بين العاطفة والعقلانية.
· الإيقاع: ينتقل بسلاسة بين المشاهد والمواقف.
لا تكتفي السيرة بسرد الذكريات، بل تقدم عبرًا ودروسًا:
· كيف يمكن للشخص أن يظل متمسكًا بهويته وهو منفتح على العالم؟
· كيف تتحول التحديات إلى فرص للنمو؟
· ما معنى أن تكون مواطنًا فاعلاً في مجتمع يتغير؟
لماذا يجب أن تقرأ “مرآة ذاتي”؟
1. لترى السعودية بعين ابنها البر: ستشاهد تحولات المملكة من خلال عينين تحبانها وتفهمانها.
2. لتتعلم فن الموازنة بين التمسك بالتراث وانفتاح على العصر.
3. لتستمتع بسرد أدبي رفيع يذكرنا بأفضل ما في السرد العربي.
4. لتدرك أن السيرة الذاتية يمكن أن تكون عملاً فنيًا يجمع بين المتعة والفائدة.
“مرآة ذاتي” ليست مجرد كتاب تقرأه ثم تضعه على الرف، بل هي رفيقة طريق تترك في نفسك أثرًا عميقًا . إنها تذكرنا بأن حياتنا ليست سوى حلقات في سلسلة طويلة، وأن كل منا يحمل مسؤولية أن يكون جسرًا بين الماضي والمستقبل.
ليست مجرد ذكريات… بل هي بصمة إنسان في مسيرة وطن ..
هذه السيرة تثبت أن أعظم القصص هي تلك التي نعيشها بأنفسنا، وأن أجمل الكلمات هي تلك التي نكتبها بصدق عن حياتنا وتجاربنا. الدكتور التويجري لم يكتب سيرة ذاتية فحسب، بل قدّم تحفة أدبية تليق بأن تدرّس، وتُقرأ، وتُقتنى كجزء من التراث الإنساني الجميل.
