× إعلان
Trip.com

مائتي عام من السعي لتحقيق العدالة#مائتي #عام #من #السعي #لتحقيق #العدالة

Trip.com

#مائتي #عام #من #السعي #لتحقيق #العدالة

قال كارل ماركس في إحدى ملاحظاته القليلة حول الجريمة التي تبدو في هذا الإطار ساخرة بعض الشيء: «ينتج الفيلسوف أفكاراً، والشاعر قصائد، ورجل الدين عظات، والأستاذ الجامعي كتباً، وينتج المجرم جرائم» كانت وجهة نظره أنه بينما قد نكون معتادين على التفكير في الجريمة من منظور أخلاقي، بوصفها شيئاً يجب تجنبه أو منعه، يمكن أيضاً اعتباره فرعاً من فروع الإنتاج. وتساءل ماركس: هل كانت الأقفال لتبلغ ما بلغته الآن درجات الإتقان لو لم يكن هنالك لصوص؟ إن رؤية بعض الأفعال على أنها جرائم، وأن الأشخاص الذين يرتكبون هذه الأفعال مجرمون، يؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من المهن والوظائف، بدءاً من ضباط الشرطة وضباط السجون وضباط المراقبة، إلى موظفي المحاكم والقضاة، وبالطبع خبراء علم الجريمة، وهذه الفوائد العديدة الناجمة عن الجريمة، تذكرنا بأن مجال علم الجريمة ليس مجالاً محايداً. يرى تيم نيوبرن في كتابه «علم الجريمة..مقدمة قصيرة جداً»، ترجمة أسماء عزب، أن علم الجريمة مشروع سياسي إلى حد بعيد، وإن كان به ما يمكن دراسته، فهذا يرجع فقط إلى وجود قواعد اجتماعية، وهذه القواعد تنتهك من حين لآخر، وبعض أولئك الذين ينتهكونها يعاقبون، البعض فقط وليس الجميع، ففي حين أنه يمكن القول جدلاً إن القانون يقيد أصحاب أقوى المناصب، فنادراً ما يعاقب من هم في مثل هذه المناصب، على السرقة، وإلحاق الضرر بالممتلكات وتدميرها، بل إنه في كثير من الأحيان لا يطلق حتى على أفعالهم «جريمة»؛ لذلك نحن بحاجة إلى التفكير ملياً في سبب توصيف أفعال معينة بأنها إجرامية، وفيمن لديه سلطة اتخاذ مثل هذه القرارات. *معارف يشير مؤلف الكتاب إلى أن «علم الجريمة هو مجموعة من المعارف المتعلقة بالجريمة، بوصفها ظاهرة اجتماعية، تشمل في نطاقها عملية سن القوانين، وخرق القوانين، ورد الفعل تجاه خرق القوانين»، وعلى الرغم من وجود مجموعة متنوعة من القضايا التي يمكن أن تندرج تحت هذا التعريف، لاسيما نتيجة للملاحظة السابقة حول سلوك أصحاب النفوذ، فإنه يظل مدخلاً مفيداً لمحتوى الموضوع. تعود أصول علم الجريمة إلى أواخر القرن الثامن عشر، وقد بدأ سلسلة من المجالات الصغيرة، محدودة النطاق، ناتجة عن مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يهتمون بالتفسيرات الخاصة بالجريمة، إلى جانب وظائفهم الرئيسية، واستمر هذا العمل يمارس على نحو مستقل إلى حد كبير، بدلاً من أن يتخذ أي شكل من أشكال المشروعات الجماعية، حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. *مجالات على مدار القرن العشرين وبخطى بطيئة نشأ هذا العلم الذي نعرفه الآن باسم علم الجريمة تدريجياً وترسخ، وتشمل فروعه التأسيسية علم الاجتماع والتاريخ وعلم النفس والقانون والإحصاء، ومع ذلك فإن «علم الجريمة ليس له موضوع نظري مميز ولا طريقة مميزة للتحقيق خاصة به»؛ فهو يعتمد على نظريات التخصصات الأخرى وأساليبها، وعلى هذا النحو من الأفضل اعتباره «موضوعاً تجميعياً» أي أنه موضوع يجتمع فيه أشخاص من منظورات أكاديمية مختلفة. يوضح المؤلف أنه من النتائج المترتبة على ذلك عدم وجود قدر كبير من الاتفاق حول كيفية النظر إلى علم الجريمة وتطبيقه، إذاً من هو الخبير بعلم الجريمة؟ ويقول: «عندما يسألني أحدهم عما أفعله لا أكون متأكداً أبداً بشأن رد الفعل الناجم عن قولي: «إنني خبير بعلم الجريمة» فمن المعروف أن بعض الأشخاص يستقبلون هذا الخبر بخطب لاذعة مطولة حول الحالة المزرية لمنظومة العدالة الجنائية، ولماذا نحتاج إلى وضع الناس في السجون مدى الحياة بينما سيبدي آخرون رد فعل حماسياً، راغبين في معرفة ما يعنيه الشروع في القبض على المجرمين». * اهتمام إلى أين يتجه علم الجريمة؟ هكذا يتساءل مؤلف الكتاب، ويجيب بأن علم الجريمة لا يزال يولي اهتماماً نقدياً غير كافٍ لعواقب الليبرالية الجديدة، وقد ذهب روبرت راينر أحد أكثر النقاد دأباً وتأملاً في هذا الصدد، إلى أنه على الرغم من أهمية الشواغل التقليدية لعلم الجريمة، فإن الجرائم المالية هي الغالبة على عصرنا الحالي، يمكن للمرء أن يشهد في المستقبل القريب لعلم الجريمة ازدهاراً في الأعمال، التي تعيد التعامل مع قضايا الاقتصاد السياسي، وأن يركز على سوء سلوك أصحاب النفوذ بقدر تركيزه على جرائم الضعفاء ومخالفاتهم. يؤكد المؤلف أن اهتمامات علم الجريمة ضخمة بالفعل، فهي تشمل مسائل تتعلق بعلم الاجتماع وعلم النفس والقانون والعلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ وعلم الأحياء، على سبيل المثال لا الحصر، وتراوح تساؤلاته الأساسية بين التساؤلات الفلسفية العميقة إلى التساؤلات العميقة بوجه عام. *تساؤلات يستمد علم الجريمة أساليبه من كل العلوم الاجتماعية والفيزيائية وفي جوهره يركز على أشكال السلوك البشري التي نتعامل معها باعتبارها إجرامية ومنحرفة، أو التي تسفر عن تلك الأضرار، التي تستدعي التدخل، لكن الطبيعة سريعة التغير للعالم الذي نعيش فيه، تشكل تحديات هائلة لخبراء علم الجريمة، فالعولمة وطبيعة القوة الاقتصادية متزايدة التعقيد والعابرة للحدود، والتنقل المتنامي للأشخاص عبر الحدود طوعاً وقسراً، وانتشار تأثير الإنترنت ونفوذه، وتقنيات الاتصال الجديدة والمخاطر الشديدة التي يشكلها التغير البيئي، كلها عوامل تثير تساؤلات ضخمة لعلم الجريمة، وهي تساؤلات لا يمكن تجاهلها، والارتقاء إلى مستوى هذه التحديات، يشمل مستقبلاً مثيراً لعلم الجريمة.

Trip.com

شاهد أيضاً

التعليم المستمر بمكة يحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية#التعليم #المستمر #بمكة #يحتفي #باليوم #العالمي #للصحة #النفسية

#التعليم #المستمر #بمكة #يحتفي #باليوم #العالمي #للصحة #النفسية متابعات – الحدث  انطلاقًا من أهميّة الصحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *