فئات الناس يوم القيامة في الحساب#فئات #الناس #يوم #القيامة #في #الحساب

#فئات #الناس #يوم #القيامة #في #الحساب
بقلم / محمـــد الدكـــروري الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن يوم القيامة، وقيل بأن الناس في الحساب يوم القيامة أقسام فمنهم من يكون حسابه بين يدي الله عسيرا، وهؤلاء هم الكفرة الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وكذبوا المرسلين، وكذلك عصاة الموحدين قد يطول حسابهم ويعسر بسبب ظلمهم وعظم ذنوبهم، ومن الناس من يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب. أسأل الله بأسمائه وصفاته وفضله الذي لا يضيق به ذنوب خلقه، أن يجعلنا منهم، ومن الناس من يحاسب حسابا يسيرا وهؤلاء لا يناقشون الحساب ولا يدقق معهم ولا يحقق معهم، وإنما تعرض ذنوبهم عرضا، ثم يتجاوز الجبار عز وجل عنهم، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقالت عائشة يا رسول الله أليس قد قال الله تعالي ” فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك” رواه البخاري ومسلم، واعلموا عباد الله أن الله عز وجل يعرض ذنوب العبد عليه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول الله لعبده المؤمن أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى العبد في نفسه أنه قد هلك، قال سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافرون والمنافقون فيقول الأشهاد ” هؤلاء الذين كذبوا علي ربهم ألا لعنة الله علي الظالمين ” رواه البخاري ومسلم، ومعني كنفه أي ستره ورحمته، ويبلغ الأمر أشده، والمخاصمة ذروتها عندما يخاصم العبد ويشهد عليه أعضاؤه، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، ففي يوم القيامة يأمن المؤمنون المتقون ولا يخافون ويطمئنون ولا يفزعون ويقال لهم ” يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ” والسبب أن قلوبهم في الدنيا كانت عامرة بالخوف من الله، فرد الله عليهم هذا الخوف جزاء بطمأنينة وأمن يوم القيامة. ويقول الله تعالي ” ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ” والإنس والجن في غفلة عن أهوال يوم القيامة بسبب علو الران على القلوب وطغيان الشهوات على الأنفس، إلا من رحم الله تعالي وقليل ما هم، أما باقي الخلق فإنهم في إشفاق وإملاق من هول ذلك اليوم لما فيه من أهوال وأمور عظام، حيث تنشق السماء، وتنكدر النجوم وتتناثر الكواكب وتصبح الجبال كثيبا مهيلا، وتكور الشمس وتسير الجبال وتعطل العشار وتحشر الوحوش وتسجّر البحار وتنشر الصحف وتكشط السماء وتسعر الجحيم وتزخرف الجنان، وتعلم كل نفس ما أحضرت، فإذا حانت الساعة وأزفت الآزفة ووقعت الواقعة أمر الله تعالى الملك الموكل بأن ينفخ في الصور، فينفخ نفخة تصعق كل من في السماوت والأرض فيقول تعالي ” ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ” ويسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء، ولا يقدر على العودة إلى أهله وخلانه فيقول تعالي ” ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون، ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال فيصعق ويصعق الناس ” رواه مسلم، والليت هو صفحة العنق. ظهرت المقالة الناس في الحساب يوم القيامة أقسام أولاً على جريدة الصوت المصرية.