صانعو الفرص في زمن التحديات#صانعو #الفرص #في #زمن #التحديات

#صانعو #الفرص #في #زمن #التحديات
في عالمٍ لم تعد الأزمات فيه استثناءً، بل جزءًا من الحياة اليومية للعلامات التجارية، أصبحت طريقة الاستجابة هي ما يصنع الفارق الحقيقي، الخطأ لم يعد نهاية المطاف، بل لحظة فاصلة تختبر نضج الشركات، وتعيد تشكيل صورتها الذهنية أمام الجمهور، في زمن الحساسية العالية، أصبحت الاستجابة السريعة والشفافة لغة جديدة لبناء الثقة، لا وسيلة لحفظ ماء الوجه. في دراسة حديثة من جامعة أكسفورد في 2022 أشارت إلى أن الجمهور لا يحكم على الشركات فقط من خلال أدائها في الظروف العادية، بل على سلوكها خلال الشدائد، 68 % من العملاء أبدوا استعدادهم لتجديد الثقة بعلامة ارتكبت خطأً، إن كانت الاستجابة واضحة، سريعة، وتحمل اعترافًا بالمسؤولية فقط. عندما واجهت منصة زوم أزمة تتعلق بالخصوصية أثناء جائحة كورونا، كان الضغط الإعلامي هائلًا، لكن بدلاً من الإنكار أو التبرير، أوقفت زوم تطوير الميزات، وركزت جهودها على تحسين الأمان، مستعينة بخبراء خارجيين وقدمت تحديثات أسبوعية شفافة، والنتيجة خلال ثلاثة أشهر فقط، استعادت الشركة ثقة المستخدمين بشكل أكثر مما كانت عليه وقت الأزمة. وعلى الجانب الآخر، تعاملت منصة (Airbnb) مع انتقادات قاسية بسبب ضعف التواصل مع المضيفين والعملاء خلال الأزمة نفسها، لكن ما فعله الرئيس التنفيذي قلب الموازين: رسالة اعتذار مفتوحة، خطة مالية لدعم المضيفين، وصندوق مجتمعي بقيمة 250 مليون دولار. خطوات بسيطة، ولكنها صادقة، أعادت رسم صورة المنصة ككيان إنساني مسؤول. المشترك بين تلك التجارب ليس تفادي الخطأ، بل حسن إدارة اللحظة الحرجة، في دراسة نشرتها مجلة هارفارد للأعمال شملت 122 أزمة، كشفت أن الشركات التي تواصلت مع جمهورها خلال أول 48 ساعة استعادت ثقة الجمهور خلال 6 أشهر فقط، بينما احتاجت الشركات المتأخرة إلى أكثر من عام ونصف. شركة إنتل مثال آخر، واجهت انتقادات حادة بعد اكتشاف ثغرات أمنية في معالجاتها، لكنها لم تختبئ خلف بيانات تقنية، بل أطلقت خطة تطوير مفتوحة، شاركت فيها التحديثات مع المطورين والعملاء، الشفافية وضعتها تحت الضوء، ولكن أعادت تقديمها كشركة رائدة. الهوية الحقيقية للشركة لا تتشكل في لحظات المجد، بل في طريقة تعاملها مع الضغط، استخدام الاعتذار كأداة استراتيجية، تحويل النقد إلى وقود للتغيير، وخلق سردية جديدة تعترف ولا تتهرب، هو ما يحوّل التحدي اللحظي إلى قوة مستدامة، فالقادة الذين يتقنون قراءة المزاج العام، وإعادة توجيهه يحولون الجمهور إلى شركاء، ويُعيدون كتابة قصة شركتهم من جديد، بقلم أكثر صدقًا، وصوت أكثر تأثيرًا.