#ريبل #تطلق #مرحلة #جديدة #في #إفريقيا #مع #RLUSD. #ما #دلالات #ذلك
أعلنت Ripple، يوم الخميس، توسعاً استراتيجياً لعملتها المستقرة المدعومة بالدولار الأميركي Ripple USD (RLUSD) في إفريقيا عبر شراكات مع Chipper Cash وVALR وYellow Card، في خطوة تعكس انتقالها من أداة دفع للأفراد إلى بنية تحتية مالية مؤسسية.قال جاك ماكدونالد، نائب الرئيس الأول للعملات المستقرة في Ripple في البيان الصحفي للشركة: «لقد أصبحت RLUSD بسرعة راسخة في الاستخدامات المالية المؤسسية، من المدفوعات إلى الترميز إلى الضمانات في كلٍ من أسواق التداول المشفرة والتقليدية. نحن نرى طلباً على RLUSD من عملائنا وغيرهم من اللاعبين المؤسسيين الرئيسيين عالمياً، ونحن متحمسون لبدء التوزيع الآن في إفريقيا من خلال شركائنا المحليين. لقد قمنا أيضاً مؤخراً بتمكين RLUSD في Ripple Payments، ما وسّع نطاق العملات المستقرة المتاحة في حل المدفوعات عبر الحدود لدينا لخدمة عملائنا بشكل أفضل في إفريقيا وحول العالم». توقيت مناسب تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه القارة الإفريقية تعدد العملات المحلية وتقلّب أسعار الصرف وارتفاع تكلفة التحويلات التي تتجاوز في بعض الحالات 8%. ووفقاً للبنك الدولي بلغ حجم تحويلات العاملين إلى غفريقيا جنوب الصحراء نحو 56 مليار دولار في 2024، فيما بلغ متوسط كلفة إرسال 200 دولار 8.78%، وهو الأعلى عالمياً. ولو تمكّنت قنوات رقمية مثل RLUSD من خفض الكلفة إلى المستوى المستهدف عالميا (3%)، يمكن أن يوفّر ذلك ما يقارب 3.2 مليار دولار سنوياً، حتى ولو جرى تبني العملة بنسبة جزئية تتراوح بين 25 و50% من هذه التدفقات.وتحمل الشراكات الجديدة بعداً مؤسسياً مهماً؛ فشركة Chipper Cash ستوظف RLUSD لدعم التحويلات عبر الحدود بشكل أسرع وأرخص، وهو ما قد يساهم في تسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية. أما منصة VALR، الأكبر في القارة السمراء، فقد أدرجت العملة أمام أكثر من 1.3 مليون مستخدم و1,300 عميل مؤسسي، ما يعزّز شرعيتها في الأسواق النظامية، وأوضح فرزام إحساني، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ VALR: «باعتبارنا أكبر بورصة تشفير في إفريقيا، نحن ملتزمون بتزويد عملائنا بإمكانية الوصول إلى أصول رقمية متوافقة وعالية الجودة. يعكس إدراج RLUSD استراتيجيتنا الأوسع لدعم خيارات العملات المستقرة الموثوقة التي تخدم الاحتياجات المتطورة لكل من العملاء المؤسسيين والأفراد الذين يسعون إلى دولار رقمي موثوق لمجموعة متنامية من حالات الاستخدام».وأفاد هام سيرونجوغي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Chipper Cash: «بعد أن أسسنا شراكتنا مع Ripple في وقت سابق من هذا العام لدعم مدفوعات أسرع وأرخص وأكثر كفاءة عبر الحدود إلى إفريقيا، كنا حريصين على جعل RLUSD متاحة لعملائنا في أسرع وقتٍ ممكن.. إن RLUSD في وضع فريد لقيادة الاستخدام المؤسسي لتقنية البلوك تشين عبر أفريقيا والأسواق العالمية الأوسع، بما في ذلك من خلال المدفوعات عبر الحدود».بينما تعمل Yellow Card على دمج RLUSD في بنيتها التي تغطي أكثر من 150 دولة و50 عملة. الأمر الذي يتيح للشركات الإفريقية تجاوز تكاليف التمويل المسبق عبر البنوك والحصول فوراً على سيولة بالدولار، وهو تحول جذري لقطاعات الاستيراد والتصدير.وقال كريس موريس، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـYellow Card: «هذا الإدراج يعزّز التزامنا بتوفير البنية التحتية للمدفوعات الأكثر موثوقية وتوافقاً في جميع أنحاء إفريقيا والأسواق الناشئة. يطالب عملاؤنا بالوصول إلى أصول رقمية مستقرة تكون مفيدة للمدفوعات الآمنة عبر الحدود وإدارة الخزينة. إن تقديم عملة مستقرة متوافقة تنظيمياً مثل RLUSD هو خطوة طبيعية في مهمتنا لتقديم حلول موثوقة على مستوى المؤسسات». تأثير كبير ويبرز الأثر الاقتصادي عند النظر إلى التجارة، فبحسب Afreximbank، بلغت التجارة البينية الإفريقية 220.3 مليار دولار في 2023، مسجّلة نمواً بنسبة 12.4% مقارنة بالعام السابق، وبالتالي فإن أي خفض بمقدار 1% في رسوم الصرف والتسوية يعني وفورات تقارب 2.2 مليار دولار سنوياً في رأس المال العامل وتكاليف المعاملات. كما يشير تقرير التجارة 2025«التجارة الإفريقية في ظل هيكل مالي عالمي متغير 2025» إلى أن فجوة تمويل التجارة في إفريقيا تتجاوز 100 مليار دولار سنوياً، ولو ساعدت البنى التحتية المستقرة مثل RLUSD على سد 5% فقط من هذه الفجوة، فذلك يعني إضافة نحو 5 مليارات دولار إلى تمويل التجارة سنوياً. ولا يقتصر الأثر على الجانب المالي فقط، بل يمتد إلى البعد المناخي والاجتماعي. ففي كينيا، تستخدم Ripple عملتها المستقرة ضمن مشاريع تأمين مناخي مبتكر بالتعاون مع Mercy Corps Ventures، حيث يتم استخدام العملة المستقرة الخاصة بـRipple لدعم مشاريع تجريبية للإغاثة من أحداث الطقس القاسية بقعبر صرف التعويضات تلقائياً للمزارعين عند تحقق بيانات الأقمار الصناعية بوقوع جفاف أو أمطار غزيرة. هذا النموذج يقدم مثالاً حياً على دور العملات المستقرة في تعزيز التنمية المستدامة وتقليل المخاطر على الفئات الأكثر هشاشة. المشهد العالمي وتأتي هذه الخطوة في التوقيت الصحيح حيث أصبحت العملات المستقرة ساحة تنافس بين شركات عملاقة مثل أمازون ووولمارت وبنوك كبرى كسوسيتيه جنرال والإمارات دبي الوطني، فيما يواصل المنظمون وضع الأطر التنظيمية من أميركا إلى أوروبا فدبي. ويتميز RLUSD كونه مدعوماً بترخيص من هيئة نيويورك للخدمات المالية، ما يجعله حلقة وصل بين الابتكار اللامركزي والانضباط التنظيمي.يظهر توسع RLUSD أهمية العملات المستقرة كأدوات لتعزيز السيولة وخفض التكاليف، لكنه يطرح في الوقت نفسه تحدياً يتعلق بالسيادة النقدية. فبينما يفتح الدولار الرقمي أبواباً جديدة للتجارة والتمويل، يظل الحفاظ على توازن دقيق بين الاستفادة من السيولة وحماية الاستقرار النقدي المحلي شرطاً أساسياً لنجاح هذه التجربة في أفريقيا.
