× إعلان
Trip.com
جُرُش.. الحضارة المهملة بحثيًّا .. حاضرة الزراعة والصناعة والتجارة#جرش. #الحضارة #المهملة #بحثيا #حاضرة #الزراعة #والصناعة #والتجارة

جُرُش.. الحضارة المهملة بحثيًّا .. حاضرة الزراعة والصناعة والتجارة#جرش. #الحضارة #المهملة #بحثيا #حاضرة #الزراعة #والصناعة #والتجارة

Trip.com

#جرش. #الحضارة #المهملة #بحثيا #حاضرة #الزراعة #والصناعة #والتجارة

بقلم ـ المستشار محمد أبوهتله

في قلب الجنوب السعودي، وتحديدًا في شمال محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير، تنبض الذاكرة بالحكاية القديمة لمدينةٍ كانت يومًا ما شعلةً من الحياة، ومركزًا للحضارة والتجارة والزراعة في جزيرة العرب.وكانت عاصمة لمخلاف يمتد من جنوب الطائف حتى نجران ومن البحر حتى صحراء الربع  الخالي .
إنها جُرُش… المدينة التي ترقد على ضفاف وادي بيشة ووادي عنقه وذات التربة الزراعية المميزة ، ويطلّ عليها من الشرق جبل حمومة على بعد سبعمائة متر، ومن الغرب جبل ضمك العظيم، وكأن الطبيعة أحاطتها بسياجٍ من الحماية لتكون قائمة بالعمران منذ آلاف السنين.

استيطان قديم وهندسة متقنة .. 
تشير نتائج التنقيب الأثري إلى أن الاستيطان في جرش يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وأنها مرّت بمراحل متعددة من الازدهار حتى العصور الإسلامية المبكرة.
وقد أكدت سبعة عشر موسمًا من الحفريات الأثرية وجود أساسات مبانٍ مشيّدة وفق هندسة دقيقة وجمالية محسوبة، تُظهر براعة الإنسان القديم في العمارة والتخطيط.
كما كشفت تلك الأعمال عن شبكة من القنوات والممرات الزراعية التي تؤكد تميّز جرش في إدارة الموارد المائية واستثمار الأرض بأعلى درجات الإتقان.

جرش على طريق التجارة القديمة ..
لم يكن موقع جرش الجغرافي مصادفة، فقد ازدهرت بفضل وقوعها على طريق التجارة القديم الذي كان يربط بلاد السند والهند مرورًا بسواحل بحر العرب حتى نجران، ثم يتفرع إلى طريقين:
أحدهما يتجه إلى ثار ، ثم إلى قرية الفاو ووسط الجزيرة وشمالها، والآخر من نجران إلى جرش ، ثم إلى تبالَة والطائف ومكة ويثرب وتيماء وبلاد الشام. 
ذلك جعلها محطة رئيسة للقوافل التجارية ومركزًا لتبادل السلع وتزويد القوافل بالمؤن والمنتجات الزراعية والصناعية، فغدت جرش قلبًا نابضًا بين حضارات الجزيرة.

Trip.com

صناعة المنجنيق والعرّادات..
برع أهل جرش في الصناعات الحربية والهندسية، فصنعوا المنجنيق والعرّادات والدبّابات الخشبية التي استخدمها العرب في حصار الحصون.
وتذكر كتب السيرة أن النبي ﷺ أرسل عروة بن مسعود وغيلان بن سلمة إلى جرش ليتعلّما هذه الصناعات، فصنعت هناك المنجنيقات التي استخدمت في حصار الطائف. وقد كان لجرش وأهلها دورآ بارزآ في الفتوحات الإسلامية في عصور الخلفاء الراشدين والدولة الأموية  وكذلك الدولة العباسية .
وهذا دليلٌ قاطع على أن جرش كانت مركزًا متقدّمًا في الصناعات العسكرية والهندسية قبل الإسلام، كما اشتهرت أيضًا بدباغة الجلود وغيرها من الصناعات التقليدية.
وإندثر ذكر جُرُش مع نهاية العصر العباسي ولم تذكر في المصادر التاريخة حتى القرن العاشر الهجري .

عمارة وزراعة ..
لم تكن جرش مدينة حربٍ وصناعةٍ فقط، بل كانت واحة خضراء تجمع بين الزراعة والعمارة في أبهى صورها.
فقد أتقن أهلها بناء القصور الحجرية والطينية والقلاع الحربية، وأقاموا المستوطنات الزراعية وأنشؤوا قنوات الري والممرات المائية بطُرزٍ هندسية متقنة.
وهذا التنوّع في النشاط الزراعي والعمراني جعلها نقطة التقاء للحضارات والتجارات، ومثالًا للتكامل بين الإنسان والطبيعة في جنوب الجزيرة.

مدينة لم تأخذ حقها من البحث العلمي ..
على الرغم من عظم تاريخها، لم تنل جرش ما تستحقه من الاهتمام البحثي والعلمي مقارنةً بمدنٍ مجاورة كـ نجران والفاو.
ورغم جهود وزارة الثقافة وهيئة التراث التي نظمت سبعة عشر موسمًا من التنقيب، فإن هذه المدينة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات الأكاديمية والنشر العلمي والعناية السياحية، لتُدرج بجدارة على خريطة الحضارات القديمة في الجزيرة العربية.

خاتمة ..
إن جرش الأثرية ليست مجرد أطلالٍ صامتة، بل شاهد حضاري على عبقرية الإنسان في جنوب المملكة  العربية السعودية وعلى تواصله التجاري والثقافي عبر العصور.
لقد آن الأوان لأن تُنصف هذه المدينة العريقة، وأن تُروى قصتها للأجيال القادمة بما يليق بمكانتها وتاريخها المجيد بين مدن الحضارة العربية .

Trip.com

شاهد أيضاً

المحكمة الأمريكية تمنع شركة “NSO” الإسرائيلية من استخدام برامج التجسس على "واتساب"#المحكمة #الأمريكية #تمنع #شركة #NSO #الإسرائيلية #من #استخدام #برامج #التجسس #على #واتساب

المحكمة الأمريكية تمنع شركة “NSO” الإسرائيلية من استخدام برامج التجسس على “واتساب”#المحكمة #الأمريكية #تمنع #شركة #NSO #الإسرائيلية #من #استخدام #برامج #التجسس #على #واتساب

#المحكمة #الأمريكية #تمنع #شركة #NSO #الإسرائيلية #من #استخدام #برامج #التجسس #على #واتساب أصدرت محكمة أمريكية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *