منوعات

جلسة تأمل ذاتي بدون استخدام الشاشات#جلسة #تأمل #ذاتي #بدون #استخدام #الشاشات

49views
Trip.com WW

#جلسة #تأمل #ذاتي #بدون #استخدام #الشاشات

جيل كامل نشأ على فكرة أن يعرف نفسه من خلال ما يعكسه الآخرون، عدد الإعجابات، التعليقات، الآراء، حتى ردود الأفعال العابرة أصبحت مرآته الوحيدة، فلم يعد السؤال من أنا؟ بل كيف يراني الناس؟في الماضي كانت الذات تُبنى من الداخل، عبر التجربة، القيم، وربما حتى الألم، كان الإنسان يعرف نفسه في المواقف، في لحظات القرار الصعب، لا في مرآة الهاتف، أمّا اليوم فالكثير من الأشخاص مجرد رد فعل على ما يراه الآخرون مناسباً، من يختار تخصصه لأنه مطلوب، من يرتدي ما يجذب الانتباه، من يطرح رأياً لا يؤمن به لكنه يعلم أنه سيصفّق له، والنتيجة؟ جيل يُجيد التمثيل لكنه لا يعرف من يكون حين يغلق الستار.الغريب أن هذه الأزمة لا تبدو أزمة، كل شيء يبدو طبيعياً في زمن حافل بالصور، لكن تحت هذا الهدوء الوهمي، هناك قلق وجودي يتضخم، لماذا لا نشعر بالرضا رغم كل هذا الظهور؟ لماذا نزداد هشاشة رغم كل هذا التجمّل؟ ولماذا يبدو كل شيء صحيحاً على السطح؛ لكنه لا يصمد حين نطفئ الأضواء ونبقى مع أنفسنا؟لأننا فقدنا مرآتنا الداخلية، فلم نعد نرى حقيقتنا، وصارت قراراتنا لإرضاء الآخرين لا لقناعتنا، نسينا كيف نمدح أنفسنا دون أن ننتظر تصفيق الجمهور، نسينا كيف نحزن بصمت، ونفرح بهدوء، ونقرر لأنفسنا لا للناس.قديماً قبل تعقّد الحياة، كانت العائلة، تزرع في الإنسان مرآة داخلية مبكرة، واليوم، في عالم السرعة والضجيج، كثيرون فقدوا هذه المرآة دون أن ينتبهوا، يعيش الواحد في سباق مستمر ليثبت شيئاً لا يعرفه، ويقنع العالم بصورة لا تشبهه، ومع كل هذا الجهد، تزداد المسافة بين الشخص ونفسه، يعيش حالة من الإنهاك النفسي لأنه يمثل طوال الوقت دون استراحة، وحين تتشوش مرآتك الداخلية، تعيش عمراً كاملاً تحاول إصلاح انعكاسك بدل أن تصلح نفسك.نحن لا نحتاج إلى مزيد من الانتباه، نحتاج إلى المزيد من الصدق، نحتاج إلى جلسة هادئة مع أنفسنا، بلا شاشات، بلا جمهور وبلا توقعات، نحتاج إلى أن نحب ما نحن عليه، لا ما نبدو عليه، نحتاج إلى مرآة داخلية لا تنكسر كلما تغير مزاج الجمهور.لا بأس أن يراك الناس بصورة مختلفة طالما أنك تراها بوضوح من الداخل، لا بأس أن تختلف، أن تخسر جمهوراً، طالما أنك لم تخسر نفسك.القوة الحقيقية لا تأتي من عدد من يتابعونك، بل من قدرتك على أن تتابع ذاتك بصدق، أن تنظر في المرآة، وتعرف من فيها، وتبتسم لأنك لم تعد تخاف أن تكون أنت، أن تصل أخيراً إلى تلك اللحظة التي تقول فيها أنا لست انعكاس أحد أنا الأصل. [email protected]

Trip.com WW

Trip.com WW

Leave a Response