كيتا بوست Keta Post | كيتا بوست هو موقع إلكتروني إخباري شامل يقدم محتوى متنوعًا يغطي الأخبار، الخدمات، الرياضة، الثقافة، والتعليم. يهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور العربي، مع الالتزام بالمهنية والحيادية في نقل الأحداث.
مقالات مشابهة
#تقييم #دولي #لفعالية #التواصل #في #مواجهة #تحديات #المستقبل
لم يكن شعار جودة الحياة في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025 مجرد كلماتٍ تُرفع على المنصات، بل مساراً متكاملاً نُسج عبر ثلاث محطات: من التعليم، إلى كرامة الإنسان، وصولاً إلى المدن الذكية التي تُعيد صياغة علاقتنا بالموارد والبيئة.فالمنتدى الذي ُعقد في الشارقة يومي 10 و11 سبتمبر من العام الجاري تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبتنظيم من مكتب الإعلام الحكومي في الشارقة شارك فيه أكثر من 237 متحدثاً وخبيراً عالمياً عبر نحو 110 فعاليات شملت جلسات وحوارات وورش عمل، بطرح قضايا محورية في التعليم، والأمن الغذائي، والصحة العامة، والاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر ودور الإعلام كشريك أساسي في مسيرة النمو. الأزمة الثلاثية يواجه العالم أزمة تعليمية غير مسبوقة، إذ تشير بيانات اليونسكو واليونيسف إلى أن نحو 272 مليون طفل وشاب خارج المدرسة، بينما يعجز 70% من الأطفال في سن العاشرة في الدول الفقيرة عن قراءة نص بسيط.. وتتسع الفجوة أكثر لدى الفتيات وفي المناطق التي تعصف بها الحروب والفقر، لتصبح ما تسميه المنظمتان «أزمة ثلاثية» تقوم على فجوات الوصول، والإنصاف، والتعلّم.وقال سال خان، الأكاديمي الأميركي ومؤسس منصة «خان أكاديمي»، التي انطلقت كمبادرة مجانية لتوفير التعليم للجميع لـCNN الاقتصادية: «التعليم ليس ترفاً، إنه حق أساسي، منصتنا اليوم يستخدمها أكثر من 180 مليون متعلم حول العالم، ونعمل على إصدار المحتوى باللغة العربية لتوفير تكافؤ في فرص الوصول إلى التعليم للجميع إلى العالم العربي حيث ملايين الأطفال مهددون بفقدان فرص التعلم».ولو أن تجربة «خان أكاديمي»، التي تقدم محتوى تعليمياً في أكثر من 50 لغة، تعكس كيف يمكن للتقنية المجانية أن تردم جزءاً من الفجوة التعليمية وتدعم مبدأ تكافؤ الفرص إلا أن مبادرات التعلم الرقمي والذكي لا تزال مناطة بشبكات وأسعار الإنترنت.وفقاً لتقرير الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU, Facts & Figures 2023)، لا يزال نحو 2.6 مليار شخص -أي ما يعادل 32% من سكان العالم- بدون وصول إلى الإنترنت، بينهم 1.8 مليار يعيشون في المناطق الريفية. وفي البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، لا يتجاوز معدل النفاذ إلى الإنترنت 27% و53% على التوالي، مقارنة بـ80% و93% في البلدان ذات الدخل المرتفع (ITU & ISPI, 2023) نزاعات وتهجير ونزوح لكن جودة الحياة ليست فقط حق التعلم حيث كشف خالد كبّارة، مسؤول الاتصال في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الخليج لـCNN الاقتصادية، «إننا نتعرض لأكبر أزمة إنسانية يشهدها التاريخ»، وأوضح بالأرقام أن أعداد اللاجئين وصلت هذا العام إلى 122 مليون شخص نازح قسراً حول العالم، بينهم 16.6 مليون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومع حاجات تمويلية تبلغ 10 مليارات دولار، لم يُلبَّ منها سوى 23% فقط.وتمنى كبارة لو أن جودة الحياة تدخل في معايير التمويل المستدام ليكون مساراً أكثر استدامة وتمويلاً موجهاً إلى سبل العيش والاعتماد على الذات، بدل الاكتفاء بالمساعدات الطارئة.ولفت إلى مبادرة لافتة قادتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية عبر صندوق التمويل الإسلامي للاجئين، الذي أُطلق عام 2017 ليحوّل الزكاة والصدقات إلى مصدر تمويل مستدام. وبحسب المفوضية، أسهم الصندوق حتى عام 2023 في دعم أكثر من 6 ملايين لاجئ ونازح في 26 دولة، وجمع ما يزيد على 200 مليون دولار مع استهداف الوصول الى مبلغ نصف مليار دولار.وكشف تخصيص نحو 2.5 مليون دولار من عوائد الصندوق لدعم اللاجئين السودانيين بتمويل مشترك مع البنك الإسلامي للتنمية.وتعكس هذه المبادرات تحولاً من نهج الإغاثة الطارئة إلى تمكين اللاجئين عبر التعليم وسبل العيش، وربط التمويل الإسلامي مباشرةً بمفهوم جودة الحياة المستدامة. مدن الغد.. بين الذكاء والمخاطر المناخية تشير تقديرات الأمم المتحدة (UN DESA) إلى أن نحو 70% من سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول 2050، وأوضح غاري بورنيسكي، المدير التنفيذي لمركز الأمن الغذائي العالمي في جامعة بوردو الفرنسية لـCNN الاقتصادية أن مئات الملايين سيتكدسون في مدن ساحلية معرضة لارتفاع مستوى البحر والأزمات المناخية، وهذا يعني أن مزيداً من الناس سيكونون في قلب العاصفة.وأضاف أن الهجرة الداخلية «تزيد الطين بلة»، فالشباب يتركون الريف بحثاً عن فرص في المدن، تاركين وراءهم الزراعة. ويؤكد بورنيسكي أن الحل لا يكمن فقط في البنية التحتية الذكية، بل في الاستثمار في التعليم والمؤسسات الجامعية التي تتيح تكافؤ الفرص ولا تبقي أحداً خارج الركب،«التعليم هو المفتاح لكل القطاعات، من الزراعة إلى التكنولوجيا».وفي سياق الأمن الغذائي، دعا بورنيسكي الحكومات إلى الاستثمار في البحث العلمي والزراعة المستدامة، سواء عبر الزراعة المائية التي تستهلك مياه أقل بكثير، أو عبر تربية الأسماك كـ«سوبر فود» على السواحل، كما شدد على أن المدن الذكية لا تُبنى بالشبكات الرقمية فقط، بل أيضاً بالمساحات الخضراء: «دراسة حديثة أظهرت أن الطلاب الذين يقضون وقتاً قصيراً في مساحات خضراء يحققون نتائج أفضل بنسبة 15% في الاختبارات، المساحات الخضراء ليست رفاهية، إنها استثمار في رفاه الإنسان وإنتاجيته».واختتم: «لا يمكن للمدن أن تكون ذكية بحق دون شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، هذه الثلاثية هي السبيل لمواجهة التحديات الكبرى وضمان مستقبل أكثر استدامة». الإعلام رافعة النمو وكان للإعلام نصيب الأسد من فعاليات المنتدى حيث تم التركيز على أهمية الإعلام في مسار النمو والتنمية، وقالت ميثا السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والسياسات الإعلامية إن الاعلام هو شريك أساسي، ونما هذا القطاع في الإمارات بنحو 10 % خلال السنوات الخمس. وأفاد عبدالله حسن الياسي، رئيس قسم العلاقات الإعلامية في المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: يعكس المنتدى رؤية إمارة الشارقة والإمارات عموماً في وضع الاتصال الحكومي والإعلام في صميم التنمية المستدامة، بما يجعله نموذجاً يُحتذى عالمياً لجودة الحياة.في النهاية، ترددت رسالة واحدة من قاعات المنتدى: «جودة الحياة لا تُبنى بالشعارات، بل عبر اتصال حقيقي يجمع بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطن.. وفي عالم يعيش أكثر من نصف سكانه في المدن، ويواجه ملايين أطفاله خطر الحرمان من التعليم أو النزوح، يصبح الاتصال الحكومي ليس مجرد أداة تواصل، بل جسراً يُبنى عليه مستقبل أكثر عدالة وإنسانية للجميع».
