منوعات

تجليات التغيرات الاجتماعية في “دكان صلاح” تظهر من خلال المكان بدلاً من الشخصيات.#تجليات #التغيرات #الاجتماعية #في #دكان #صلاح #تظهر #من #خلال #المكان #بدلا #من #الشخصيات

8views
Trip.com WW

#تجليات #التغيرات #الاجتماعية #في #دكان #صلاح #تظهر #من #خلال #المكان #بدلا #من #الشخصيات

قال الناقد الأدبي أحمد صلاح هاشم إن قصة “دكان صلاح” للأديب فراج أبو الليل تحمل تعددًا في المسارات السردية، حيث لا تتنافر بل تتقاطع وتغطي بعضها البعض، وأوضح أن القارئ يجد في القصة انتقالًا بين الحديث عن المدينة والقرية، وبين لحظات تكون فيها الأماكن هي البطل الحقيقي، كما تظهر مشاهد للجد والذكريات وصلاة الجنازة، مما يجعل القارئ في بحث دائم عن مفتاح القصة الذي يقدمه الكاتب ضمن العنوان، باعتبار أن “دكان صلاح” يمثل رمزًا للتحولات التي طرأت على طبيعة المجتمع، والعنوان يُلمح إلى أن البطل الحقيقي هو المكان وليس الشخصيات.   وأضاف هاشم خلال حديثه لبرنامج (هذه قصتي) أن القصة تمثل مخاطرة سردية، إذ تبتعد عن الشكل التقليدي للقصة القصيرة، التي غالبًا ما تعتمد على التكثيف والاختزال، لتقترب من البناء الروائي، وأشار إلى أن هذه المخاطرة محسوبة، حيث يركز الكاتب على الوصف دون مبالغة، ويجعل من الرياح والظروف المناخية عناصر حية تتفاعل داخل النص، كما أن بعض الأحداث تنقطع فجأة دون تتابع تقليدي، ورغم المساحة الضيقة استطاع الكاتب أن يربط بين عناصر القصة بمهارة، مقدّمًا جزءًا من ذاته وسماته الفكرية، ما يسمح للقارئ بتخمين ملامحه، مثل اهتمامه بالتحولات الاجتماعية ورفضه للواقع. وأوضح الناقد الأدبي أن القارئ يمكنه أن يتلمس في القصة سمات من شخصية الكاتب نفسه، ويمكن التخمين بعمره ووظيفته من خلال شغفه برصد التحولات التي تحدث من حوله، ورفضه للواقع كما هو، وهو ما دفعه لحشد عناصر كثيرة دون الوقوع في فخ الخطابية. وقد خرجت القصة القصيرة عن المألوف في كثير من جوانبها، لكنها نجحت في تقوية عناصرها وتماسكها لتروي في النهاية حكاية مستمرة، تكشف عبر ثناياها تحولات المجتمع. كما أن الوصف لم يضر بالقصة القصيرة، بل كان في أحيان كثيرة جزءًا من المكان، الذي يعد البطل الحقيقي في العمل. وأشار هاشم إلى أن بعض مواضع الوصف في القصة كان يمكن تقليصها، إذ بدت زائدة عن الحاجة، بينما ارتبط الحنين والذكريات بشخصية الحاج صلاح، ودكان البقالة الذي تحوّل إلى مقهى إنترنت، في إشارة إلى أن الجيل الجديد لا يقدّر التراث. ورغم أن العنوان لا يهيمن على النص بشكل كبير، فإن البناء أقرب إلى الرواية منه إلى القصة القصيرة، لكنه لا يعد خطأً، بل شكلًا من التجريب الفني. وختم بأن الكاتب كان موفقًا في تصويره للأشياء، وخلق نوع من التناغم بين العناصر المختلفة، محافظًا على سيطرته على النص، حتى في المواضع التي يمكن تناولها بأساليب أخرى. وجاءت نهاية القصة بوفاة الجد مفاجئة، لكنها مناسبة، لأنها أكدت على التحول في المكان لا في الإنسان، وهو جوهر العمل، حيث يظهر التغيير كضرورة لا تتم بالقوة، بل بالتسليم، كما رمز لذلك بصلاة الجنازة، في رؤية فنية عميقة. برنامج (هذه قصتي) يُذاع عبر أثير شبكة البرنامج العام، هندسة إذاعية إيناس محمد وإعداد وتقديم الإذاعية جيهان الريدي.

Trip.com WW

Trip.com WW

Leave a Response