بين الدعم والنفاق والمعارضة والفوضى.. احذروا قطع شعرة معاوية#بين #الدعم #والنفاق #والمعارضة #والفوضى. #احذروا #قطع #شعرة #معاوية

#بين #الدعم #والنفاق #والمعارضة #والفوضى. #احذروا #قطع #شعرة #معاوية
في تاريخ السياسة والحكم، دائمًا ما وُجدت تلك المسافة الدقيقة التي تفصل بين التأييد الصادق والنفاق المصلحي، وبين المعارضة الوطنية والدعوة للفوضى. هذه المسافة هي ما يمكن أن نطلق عليه مجازًا «شعرة معاوية»، التي إن قُطعت اختل ميزان الدولة والمجتمع. التأييد الصادق هو موقف وطني يقوم على دعم السياسات التي تحقق مصلحة عامة، مع الاستعداد لانتقاد ما يستحق النقد. أما النفاق، فهو تأييد أعمى لا يرى عيوبًا ولا يعترف بأخطاء، بل يزين الباطل ويخفي الحقائق، فيضلل الحاكم ويفسد القرارات. في المقابل، المعارضة الوطنية هي صوت الضمير الحي، تكشف الخلل، وتقترح البدائل، وتحافظ على الثوابت. بينما الدعوة للفوضى لا تحمل بديلًا ولا رؤية، بل تهدف لإسقاط كل شيء، حتى لو سقط الوطن معها. إن الخلط بين هذه المعاني هو الخطر الأكبر. فالنفاق يُفقد السلطة البوصلة، والفوضى تُفقد الدولة الأمان، والتأييد الأعمى والمعارضة المدمرة وجهان لعملة واحدة… عملة الخراب. شعرة معاوية، تلك الخيط الرفيع الذي يربط بين الحاكم والمحكوم، وبين المؤيد والمعارض، يجب ألا تُقطع. فهي الضمانة لوجود مساحة للحوار، ولتجنب الانزلاق نحو هاوية الاستبداد أو الفوضى. التاريخ علّمنا أن الدول لا تسقط فقط حين تكثر المؤامرات عليها، بل حين يختفي العقلاء، ويعلو صوت المنافقين، أو تسيطر نزعات الهدم على خطاب المعارضين. فلنحافظ على هذه الشعرة… لا نمدها حتى تنقطع من فرط الشد، ولا نتركها ترتخي حتى تفقد قيمتها. فبين المديح الزائف والهدم الأعمى، هناك طريق واحد آمن اسمه: الإصلاح الواعي والمسؤولية الوطنية.