بوردو الفرنسية تحتفل بالفن المغربي#بوردو #الفرنسية #تحتفل #بالفن #المغربي

#بوردو #الفرنسية #تحتفل #بالفن #المغربي
بوردو – أوراس زيباوي تكرم مدينة بوردو الإبداع المغربي الحديث والمعاصر، إذ ينظم للمرة الأولى في مركز الفن المعاصر في المدينة معرض استعادي شامل عن الفنون المغربية تحت عنوان “شذرات شعرية لمشهد مغربي” يضم مجموعة كبيرة من اللوحات والمخطوطات والصور الفوتوغرافية وأشرطة الفيديو لمبدعين من المغرب من أجيال مختلفة تركوا بصماتهم على مسيرة الفنون البصرية والحركة الثقافية ككل. ينطلق المعرض في قراءته للحداثة المغربية من حكاية “فن العيطة” وتعني باللهجة المغربية المحلية النداء. فن قديم ينهل من التراث الشعبي المغربي ويتميز بأداء صوتي عال وقوي، معتمداً على الآلات الموسيقية والرقص المتناسب مع الكلمات والنغم. لوحة للفنانة مليكة أكزناي. تخبرنا سونيا روكاسان، وهي من منظمي المعرض، أنه بعد سنوات من الإهمال، تشهد الساحة المغربية اليوم عودة إلى هذا الفن الشعبي الأصيل، تجلت في صدور مجموعة من الدراسات حوله أهمها كتاب الشاعر المغربي حسن نجمي وهو بعنوان “غناء العيطة..الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية” وفيه كشف الشاعر عن أسراره وأبعاده التاريخية والجمالية. بموازاة تعرفنا إلى عوالم “فن العيطة” تطالعنا الأعمال الفنية متنوعة الأحجام والتقنيات لرائدات كالفنانة شعيبية طلال (1929-2004) التي جاءت إلى الفن بالصدفة هي التي تزوجت في سن المراهقة وعانت من الفقر والحرمان. وبعد اكتشاف النقاد الغربيين موهبتها وهي في العشرينيات من عمرها، ومنهم مدير متحف الفن الحديث في باريس بيير كوديبير، فرضت شعيبية نفسها فنانة عصامية متميزة وشاركت في معارض في عواصم العالمية بفرض أسلوبها الخاص القائم على الروح الفطرية التي تذكر برسوم الأطفال. من أعمال الفنانة أمينة رزقي. من الرواد إلى المعاصرين، تطالعنا أعمال لفنانات وفنانين متنوعي التوجهات والأساليب ومنهم مريم بناني (مواليد عام 1888) التي تستخدم التقنيات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. أما الفنانة أمينة أكزناي (مواليد 1963) فتستوحي من فن العمارة وتشهد من خلال نتاجها المتنوع على مسيرة الفنون المغربية المحلية. تجمع بين تقنيات البناء الحديثة وفن النسيج التقليدي فتكسر الحواجز بين الإبداع والصناعات الحرفية المتوارثة منذ مئات السنين. الفنان عبد الصمد المنتصر (مواليد عام 1989) يهجس بالصحراء في تجهيزاته الصوتية ويبحث عن أسرارها كما في تجهيز مصور بعنوان “الأماكن” يروي فيه التاريخ المنسي للصحراء جنوب المغرب مستعيناً بالشعراء الشفويين وبشخصيات غير معروفة حافظت على ذاكرة الأمكنة. من قاعات المعرض. في رصده للحركة الفنية المغربية يتوقف المعرض أيضاً عند بعض الأمكنة التي ساهمت بشكل فعال في ازدهار الفنون المغربية ومنها مدينة أصيلة حيث يقام منذ عام 1978 مهرجان ثقافي سنوي دولي يجمع الأدب والموسيقى وفنون الرسم والنحت. منذ أكثر من 45 عاماً تُنظم المعارض والمحترفات لفن الحفر والطباعة بمشاركة فنانين من المغرب ومختلف دول العالم. ومع حلول عام 2028 سيحتفل المهرجان بالذكرى الخمسين لتأسيسه ما يؤكد من جديد إشعاعه واستمراريته على رغم من وفاة مؤسسه وعرابه الوزير السابق محمد بن عيسى.