× إعلان
أخبار عاجلة
Trip.com
التحيّز للسلبيات (Negativity Bias)#التحيز #للسلبيات #Negativity #Bias

التحيّز للسلبيات (Negativity Bias)#التحيز #للسلبيات #Negativity #Bias

Trip.com

#التحيز #للسلبيات #Negativity #Bias

بقلم : د.محمد بن مرضي 

Trip.com

لماذا تلتصق بنا التجارب المؤلمة أكثر من الجميلة ؟ هل لاحظت يومًا أنك تتذكّر الإهانة القديمة أكثر من عشر كلمات لطيفة ؟ أو أنك تعيد التفكير في موقف محرج رغم مرور سنوات عليه ؟ هذه ليست مبالغة عاطفية، بل ظاهرة نفسية موثقة تُسمّى التحيّز للسلبيات (Negativity Bias) وهي ميل الدماغ البشري إلى التركيز على التجارب السلبية أكثر من الإيجابية، وتضخيم أثرها في الذاكرة والانفعال والسلوك.
وتعود الجذور العصبية والنفسية لهذا السلوك لمنظور تطوّري، حيث وُلد هذا التحيّز لحمايتنا، فأسلافنا الذين انتبهوا للخطر أسرع نجوا أكثر ممن تجاهلوه، فظهرت لنا الأمثال والقصص والروايات السيئة منها والبطولية ، ومع مرور الزمن أصبح الدماغ مبرمجًا على إعطاء الألم والانزعاج أولوية في المعالجة العصبية.
وفي السلوك والعلاقات اليومية تظهر لنا التقييمات الاجتماعية بوضوح، فنميل إلى تذكّر الأخطاء الصغيرة أكثر من الإنجازات الكبيرة ، وعلى مستوى العلاقات يحتاج الإنسان إلى خمس تجارب إيجابية تقريبًا لتعويض تجربة سلبية واحدة وفقًا لدراسات جوتمان في العلاقات الزوجية من خلال تجربته الرائدة في معمل الحُب.
أما في الإعلام فتنتشر الأخبار السيئة أسرع لأن الدماغ البشري يتفاعل معها كمنبه تهديد ، ويبدأ في تقييمها بشكل سلبي.
ومن هنا تتضح لنا التأثيرات النفسية والاجتماعية، فيؤدي التحيّز للسلبيات إلى تضخيم مشاعر الخوف والقلق، ويجعلنا أكثر عرضة للتشاؤم أو الاحتراق النفسي، خصوصًا في البيئات المليئة بالتوتر أو النقد المستمر، كما يسهم في تشويه إدراك الذات، إذ يجعل الإنسان يركّز على نواقصه بدل نقاط قوته.
وإذا أردنا أن نصل لتوازن إدراكي فإن التحدّي ليس في إلغاء التحيّز، بل في موازنته بالوعي والإدراك الإيجابي المقصود، وتشير دراسات علم النفس الإيجابي إلى أن تدريب العقل على الامتنان، والتأمل الواعي، وتوثيق اللحظات الجميلة يوميًا يمكن أن يُعيد تشكيل الدماغ باتجاه مزيد من التوازن العاطفي.
إن التحيّز للسلبيات هو عدسة قديمة مفيدة في زمن الخطر سابقاً، ولكنها تُشوّه رؤيتنا للعالم في زمن الأمان حالياً، وإدراك وجودها هو الخطوة الأولى لتحرير وعينا منها ، فبينما تترك الكلمة الجارحة أثرًا فينا، يمكن للكلمة الطيبة الواعية أن تُعيد رسم توازننا النفسي.
وكما يقول عالم النفس ريك هانسون:
العقل مثل الملقط يلتقط السلبيات كالشوك، لكنه يحتاج إلى جهد ليلتقط الإيجابيات كالزهور.

Trip.com

شاهد أيضاً

فرع هيئة الأمر بالمعروف بنجران يفعّل المصليات المتنقلة في المتنزهات#فرع #هيئة #الأمر #بالمعروف #بنجران #يفعل #المصليات #المتنقلة #في #المتنزهات

#فرع #هيئة #الأمر #بالمعروف #بنجران #يفعل #المصليات #المتنقلة #في #المتنزهات     نجران – محمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *