× إعلان
Trip.com
السعودية وباكستان تعززان شراكتهما الاستراتيجية بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك#السعودية #وباكستان #تعززان #شراكتهما #الاستراتيجية #بتوقيع #اتفاقية #دفاع #مشترك

الإنسان أولًا في السلم والحرب#الإنسان #أولا #في #السلم #والحرب

Trip.com

#الإنسان #أولا #في #السلم #والحرب

د. محمد الأنصاري 
أستاذ القانون الدولي 

يحتفل العالم في الثالث عشر من أكتوبر من كل عام بـ اليوم الدولي للحد من الكوارث، الذي أقرته الأمم المتحدة بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الاستعداد للكوارث ، وتقليل مخاطرها ، وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود أمامها. ويأتي هذا اليوم تأكيدًا على أن حماية الإنسان يجب أن تكون أولوية في كل الظروف، سواءً في أوقات السلم أو في أوقات الحرب، وهو ما يجسده شعار هذا العام: «الإنسان أولًا في السلم والحرب».

تزداد أهمية هذا اليوم في ظل ما يشهده العالم من كوارث طبيعية متكررة كالأعاصير والفيضانات والحرائق والزلازل، إضافةً إلى الأزمات الناتجة عن النزاعات المسلحة التي تخلّف دمارًا واسعًا وتشريدًا ومعاناةً بشرية كبيرة. فالإنسان هو محور كل أزمة، وهو أيضًا الهدف الأسمى لكل جهد في مجالات الوقاية والاستجابة والتعافي.

إن الحد من مخاطر الكوارث لا يعني فقط التعامل مع آثارها بعد وقوعها، بل يبدأ من الوقاية والتخطيط المسبق عبر بناء بنية تحتية مرنة وقادرة على الصمود، ووضع أنظمة إنذار مبكر، وتدريب الأفراد والمجتمعات على أساليب الاستعداد والاستجابة. ويُعدّ إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث 2015–2030 أحد أبرز الجهود الدولية في هذا المجال، حيث يركّز على تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات والخدمات الأساسية من خلال خطط وطنية ومحلية فعّالة.

وفي الوقت ذاته، تؤثر الحروب والصراعات بشكل مباشر على قدرة الدول والمجتمعات على مواجهة الكوارث. فحين تتضرر البنية التحتية، وتنقطع الخدمات، ويُهجَّر السكان، تصبح أي كارثة طبيعية أكثر فتكًا وأعمق أثرًا. لذا فإن تحقيق السلام والاستقرار يُعدّ من أهم أدوات الحد من المخاطر، إذ يتيح بناء مؤسسات قوية وتخطيطًا مستدامًا يضمن حماية الإنسان وكرامته.

Trip.com

كما أن شعار هذا العام يؤكد أن الاستثمار الحقيقي يجب أن يكون في بناء المرونة والوقاية لا في معالجة نتائج الكوارث بعد وقوعها. فتمويل الاستعداد المسبق وتخصيص الموارد للتوعية والبنية التحتية الآمنة أكثر جدوى من إنفاق أضعافها في إعادة الإعمار أو الإغاثة. إن “تمويل المرونة لا الكوارث” هو مبدأ جوهري لتمكين المجتمعات من التكيف والتعافي بسرعة عند وقوع الأزمات.

ويلعب المجتمع المدني دورًا محوريًا في هذا السياق من خلال نشر الوعي وتعزيز ثقافة السلامة والمسؤولية، إذ تمتلك المجتمعات المحلية معرفة دقيقة بطبيعة المخاطر المحيطة بها، ويمكنها المساهمة في تطوير حلول عملية تتناسب مع واقعها. كما أن التعليم والتدريب يمثلان أساسًا لبناء جيل واعٍ بأهمية الوقاية، قادرٍ على التعامل مع الكوارث بهدوء وكفاءة.

إن اليوم الدولي للحد من الكوارث مناسبة لتجديد الالتزام العالمي بأن تكون الكرامة الإنسانية هي البوصلة في كل سياسات التنمية والتخطيط والاستجابة. فالإنسان هو الهدف وهو الوسيلة، وحمايته ليست خيارًا بل واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا.

ختامًا، فإن شعار «الإنسان أولًا في السلم والحرب» يعبّر عن جوهر الرسالة التي ينبغي أن تسود عالمنا اليوم: أن التنمية الحقيقية لا تكتمل إلا حين تكون حياة الإنسان وسلامته في مقدمة الأولويات، وأن بناء عالم أكثر أمنًا واستقرارًا يبدأ من تعزيز الوعي والمسؤولية المشتركة تجاه الحد من الكوارث وحماية الإنسان في كل زمان ومكان. فلنجعل الوقاية وحماية الإنسان مسؤولية مشتركة، اليوم وغدًا وكل يوم.

Trip.com

شاهد أيضاً

التعليم المستمر بمكة يحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية#التعليم #المستمر #بمكة #يحتفي #باليوم #العالمي #للصحة #النفسية

#التعليم #المستمر #بمكة #يحتفي #باليوم #العالمي #للصحة #النفسية متابعات – الحدث  انطلاقًا من أهميّة الصحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *